Monday, May 19, 2014

في باب " أوراق أدبية" في مجلة العربي – الكويتية- مقالة للناقد الدكتور جابر عصفور، تحمل عنوان:" أزمة اللغة العربية / السياسة و الإعلام و التعليم...أين الحل؟.

وتجدر الاشارة بان
راسل الدكتورعثمان سعدي - رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية في الجزائر- بشار الأسد رئيس جمهورية سوريا الشقيقة - عقب إلقاء هذا الأخير خطابه التاريخي على مسامع رؤساء وملوك الدول العربية أثناء انعقاد قمتهم بدمشق.
وقد لفت الدكتور عثمان سعدي انتباه هؤلاء القادة إلى الخطر الكبير المحدق بهوية الأمة..الخطر الذي أصبح يتهدد اللغة العربية في الجزائر وفي العالم العربي عموما..وذلك من جراء تشجيع اللهجات المحلية لكل قطر عربي عبر الفضائيات ..داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة تأسيس هيئة عربية مركزية بميزانية خاصة توكل لها مهام الإشراف على تعريب العلوم في الجامعات العربية..وكذا تأسيس المعجم العربي القومي..وتوحيد الفضائيات العربية لنشر استعمال اللغة العربية الفصحى على غرار بقية دول العالم..وإلزام المسؤولين العرب على احترام واستعمال لغة بلدانهم الدستورية بدلا من الانجرار وراء مغريات استعمال لغات أخر..على حساب لغة الأمة.. لغة القرآن الخالدة
لغة الهوية.. لغة الانتماء الحضاري الحقيقي

الدكتور جابرعصفور ، استهل مقالته بما يلي:
" أذكر أيام عبد الناصر أن أغلب المسئولين كانوا يرددون بعض لوازمه اللغوية. و يكررون بعض صياغاته (من مثل أهمية " أن تكون في الصورة " أو استخدام " نكسة 1967" بدل " هزيمة 1967" ). و كانت هذه اللوازم و الصياغات و أمثالها تنتقل إلى دوائر واسعة من الاستخدام اللغوي في قطاعات المجتمع. و لا زلت أرى في ذلك دليلا على أن الأداء اللغوي لرجل السياسة يفرض نفسه على المستمعين إليه، و ينتقل إلى الشباب منهم بوجه خاص بما يشبه فعل العدوى أو المحاكاة اللاشعورية للنموذج المحبوب. و بالقدر نفسه، فإن فقر الأداء اللغوي لرجل السياسة الذي يحتل "اليوم" مساحات أكثر اتساعا من وسائل الإعلام المختلفة يفرض نفسه على المشاهدين و المستمعين في كل مكان، و يسهم في تطبيع ممارسة الخطإ لديهم من غير شعور به، كما يسهم في تعويدهم على هذا الخطإ بوصفه عادة لا يخجل منها صاحبها، و يمضي فيها اللاحق على طريق السابق."
أول فكرة استهل بها الناقد و الباحث العربي الدكتور جابر عصفور مقالته، فكرة الخطب التي كان يلقيها الراحل جمال عبد الناصر و كانت تحمل بين سطورها أكثر من رسالة ، رسالة اللغة و رسالة السياسة.. بلاغة اللغة و حذاقة السياسية..
الدكتور عثمان سعدي، إذن، لم يخطئ و لم يخرج المؤتمر عن مساره و أهدافه حين رفع عقيرة قلمه صارخا مناديا مستغيثا بالالتفات إلى اللغة العربية.
طالب الدكتور عثمان سعدي تأسيس هيئة عربية مركزية بميزانية خاصة توكل لها مهام الإشراف على تعريب العلوم في الجامعات العربية..وكذا تأسيس المعجم العربي القومي..وتوحيد الفضائيات العربية لنشر استعمال اللغة العربية الفصحى على غرار بقية دول العالم..وإلزام المسؤولين العرب على احترام واستعمال لغة بلدانهم الدستورية بدلا من الانجرار وراء مغريات استعمال لغات أخر..على حساب لغة الأمة.. لغة القرآن الخالدة، لغة الهوية.. لغة الانتماء الحضاري الحقيقي..
و الدكتور جابر عصفور يرجع التدهور اللغوي العام الذي نشاهده من حولنا إلى السياسي و الإعلامي و مناهجنا التعليمية و إلى عوامل ثقافية و اجتماعية متداخلة.."
"أما العوامل الاجتماعية فتبدأ علاماتها من محاولة ادعاء الوجاهة الاجتماعية باستخدام الكلمات الأجنبية، جنبا إلى جنب السخرية من الرموز المتصلة باللغة العربية.."
و يحمل الدكتور جابر مسؤولية تدهور اللغة لفقر الأداء اللغوي عند بعض شباب المبدعين الذين " لم يقوموا بواجبهم في إتقان أدواتهم اللغوية ، و معرفة أسرارها التي تعينهم على التميز في الأداء، و بدل معالجة هذا الفقر، و محاولة تحسين المعرفة باللغة التي هي الشرط الأول للإبداع، يلجأ بعض هؤلاء الشباب ـ على سبيل الآلية الدفاعية ـ إلى التعلل بأهمية التمرد الإبداعي،... و كسر رقبة البلاغة، و من ثم تبرير الأخطاء المعيبة بأنها تجليات الفعل التدميري للذات التي تنقض كل قاعدة.."
و هذا الدكتور عايض القرني يقول في خاتمة مقال له يحمل عنوان ( اللغة العربية في خطر*):

"..فأهل التربية والتعليم والمفكرون والمثقفون والأدباء ورجال الإعلام هم المسؤولون عن العربية أمام الله ثم الأمة والتاريخ، وكما قال أبو منصور الثعالبي: من أحب الله أحب رسوله ( ومن أحب رسوله أحب القرآن ومن أحب القرآن أحب العربية؛ لأن القرآن نزل بها ومن الشرف العظيم والمجد المنيف لهذه الأمة أن كتابها عربي ونبيّها عربي، ولكن المتسوّلين على أبواب الأجنبي والمتطفلين على موائد الغير يرفضون هذا الشرف ويفرّون من هذا المجد، والحل أن تتبنى الحكومات العربية ميثاق شرف حماية العربية وأن تلتزم بالعربية لغة رسمية في كل شؤونها كما فعلت كل أمم الأرض، ويُعلَّم الجيل لغته الأم، ويُوقف في وجه كل دعوة للتغريب والتشويه والعامية، لنحافظ على هويتنا كعرب اختارنا الله للرسالة الخاتمة والدين العظيم والملة السمحة."
مجلة العربي (عدد 593 أبريل 2008)

ألا يذكرنا ما نحن فيه، بقصيدة الشاعر حافظ إبراهيم " اللغة العربية تنعي حظها بين أهلها" ؟..
هل كان شاعر النيل يستقرئ المستقبل، ويري بعين القلب و يرصد بالإحساس الصادق ما سوف يصيب بعد مائة عام، لغة الضاد من ضعف وهوان على ألسنة أهلها وأقلامهم؟...
للعلم، و للوقوف وقفة تأمل، القصيدة نشرها الشاعر سنة 1903 !...

سبق ان كتبت في هذا المنتدى حول حافظ ابراهيم وقصيدتة اللغة العربية تنعي نفسها

ومنها

وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وما ظقت عن آي به وعضات
فكيف اظيق اليوم عن وصف آلة
اوتنسيق لاسماء مختراعات
انا البحر في احشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفات
ارى لاهل الغرب عز ومنعة
وكم عزقوم بعز لغات
ايطربكم من جانب الغرب نادب
ينادي بؤدي في ربيع حيات

الى آخر القصيدة واكتبها مباشرة من الذاكرة على الخط وعذرا عن أي اخطاء املائية

علي السقاف جده
2008

No comments: