Tuesday, May 20, 2014

الاديب الشاعر العلامه ابوبكر بن شــــــــــهـــــــــــــــا ب
مقتبسه من كتاب " روائع الشعر والغناء" لكاتب هذه السطور

هذه الاغنيه الشمهوره التي تغنى بها الفنان محمد جمعه خان ثم الفنان ابوبكر سالم بالفقيه
لا يعرف الكثير لمن هي ؟

انها للشاعر والاديب العلامه السيد ابوبكر بن شهاب


بـــشـــراك هـــذا مـنار الحي ترمقه***وهـــذه دور مـــن تــهـوى وتعشقه
وهذه الروضة الغــناء مـــهـــديــــة***مــع نــســيــم شـذا الأحـباب تـنشقه
وتـــلــك أعــلامــهـــم لـلــعين بادية***تــزهــو بــها بهجة النادي ورونقه
فــحـــي سكان ذاك الحي إن شهدت***عـــيناك سرب الغواني حين يطرقه
واخــلـــع به النعل والثم تربة عبقت***بــالــمــسك لما مشى فيها مقرطقة
جد في الربوع بمرجان الدموع ولا***تــبــخــل فـمحمر دمع الحب أصدقه


يذكرالعلامه السيد الأستاذ محمد بن أحمد الشاطري في كتابه " ادوار التاريخ الحضرمي"

سيرة السيد ابوبكر بن شهاب نقتبس منها التالي :
ميلاده ووفاته ونسبه:
وكان ميلاده رحمه الله سنة 1262هـ الموافق سنة 1846م بإحدى قرى تريم الغناء المسماة (حصن فلوقة)
وأما وفاته فكانت بتاريخ 9 جمادى الأولى سنة 1341هـ الموافق 29 ديسمبر سنة 1922م بحيدر أباد الدكن الهند.
أما نسبه:السيد ابوبكر بن شهاب
فهو ينتسب إلى العترة المحمدية من سلالة سيد الشهداء الحسين بن على رضي الله عنهم
نشأته:
دب ودرج في بيوت طابت وطهرت تحت ظلال وارفة من العلم والشعر والتقى والإيمان .
وما أن بلغ سن التمييز حتى تربع في كتاب المعلم الصالح باغريب بمدينة تريم يتعلم القرآن الكريم .
ومنذ هذه السن المبكرة بدأ يواصل دراسته بمدينة تريم المزدهرة بالعلم والعلماء وعند شيوخ كبار .
وتأثر بالتصوف ونشأ عليه ولكنه التصوف المعتدل
يضاف إلى ذلك ما شاهده وجربه وخبره أثناء رحلاته الطويلة إلى كثير من البلاد المتقدم وجلساته وندواته ومباحثه مع رجالها كل ذلك أكسبه أطلاعاً أكثر وخبرة أطول.
عليه وحباه الله صورة جميلة مهيبة وتقاطيع بديعة ولطفاً جما .
ويتحلى ذلك في مجموعة كتبه ومجالسه وعشرته لمن يعرفه .
مؤلفاته:

ولقد اشتهر ابن شهاب بكثرة المؤلفات وتنوع فنونها حتى أطلق عليه صاحب المصنفات ومن مؤلفاته:
1- رشفة الصادي من بحر فضائل النبي الهادي.
2- الترياق النافع بإيضاح الجوامع في جزئين.
3- منظومة حدائق.
4- ذريعة الناهض إلى تعلم أحكام الفرائض (منظومة).
5- إسعاف الطلاب في بيان مساحة السطوح وما تتوقف عليه من الحساب.
6- ورد الخبط في دفع دعوى الضغط.
7- الحمية من مضار الرقية.
8- فتوحات الباعث شرح تقرير المباحث الذي بين يدي القارئ.
9- وديوانه الذي تتجلى فيه فحولته الشاعرية وبلاغته.
10- نوافح الورد الجوري شرح عقيدة الباجوري.
وغير ذلك من المؤلفات التي تقارب الثلاثين، وجلها مطبوع.
ومنها مؤلفه الشهير الذي كتبت له هذه المقدمه
ذريعة الناهض
إلى تعلم
أحكام الفرائض
إصلاحاته:
قام ابن شهاب بإصلاحات كبيرة في وطنه حضر موت ومهاجر أبناء وطنه وأماكن رحلاته حيث كان يقوم دائماً بإخماد نار الفتن التي تحدث بين فينة وأخرى بين القبائل المسلحة في حضرموت كالقبائل التميمية والكثيرية.
ومن أعظم أعماله الإصلاحية قيامه بالصلح بين السلطانين القعيطي والكثيري سنة 1294هـ إذ نشبت الحرب بينهما حوالي سنتين وتضرر منها الشعب الحضرمي فأخمد نارها بحكمته ومهارته السياسية، وقد وجهت إليه الحكومة البريطانية صنوفاً من الضغوطات والإغراءات مستخدمين فيها أسلوب الترغيب والترهيب متوسلة به بأن يجعل حضر موت محمية بريطانية وقاعدة حربية ضد الأتراك والعرب المسلحين المقيمين في عدن ولحج أثناء الحرب العالمية الأولى، ولكن ابن شهاب رفض
أفكاره وآراؤه:
ولابن شهاب آراء وأفكار في مفاهيم عصره ومجتمعه ويتجلى هذا في مؤلفاته وقصائده التي تنطق بهذه الآراء التحررية في أنها تعتبر ثورة فكرية واجتماعية آنذاك فدعا ابن شهاب إلى وجوب إصلاح العقيدة وتصحيحها .
ولابن شهاب ثورة على التقليد الذي يجعل العقول متجمدة ومرتبطة بالأشخاص لا بالتشريع
وكان رحمه الله ينقد أيضاً حياة الخمول التي يعيشها بنو وطنه وغيرهم وارتباطهم بالمرائي المذمومة والتدجيل وما إلى ذلك، ويتحكمون في جرى حياتهم
رحلاته في العالم العربي والإسلامي:
ولابن شهاب رحلات وجولات في كثير من البلاد المتمدنة عربية وإسلامية للحج ودراسة الأوضاع وللأعمال التجارية والشخصية، فأول رحلة له للحجاز وهو شاب سنة 1286هـ وحج ذلك العام واتصل بالعلماء وكبراء الحجاز وغيرهم ثم عاد إلى تريم ولم تطل إقامته بها إذ رحل عنها سنة 1288هـ إلى عدن واليمن ولحج ثم إلى الشرق الأقصى أندونيسيا والملايا حيث تقيم الجاليات العربية الحضرمية هناك بهذين المهجرين وتعاطي التجارة هناك ثم رجع إلى حضر موت بعد سنوات وأقام بها مستمراً في إصلاحاته وزعامته العلمية ولكنه لقي مضايقات شديدة وضغطاً قوياً من بعض أقاربه وحساده من رجال الثروة والسلطة بتريم واضطر بسببها إلى النزوح إلى الخارج كما يقول في قصيدته:
هل في القضية أن أقيم ببلدةيخشى الكرام بها أذى أو غادها
في الأرض متسع لحر نفسه عصماء يأمن مستحيل كسادها
فلتثكل الغناء حلولي دورهاوعلي فلتلبس ثياب حدادها

وطاف في نزوحه هذا كثيراً من البلاد ومنها شرق أفريقيا ومصر والشام ثم تركيا، حيث أهدى له سيفاً السلطان عبد الحميد وقلده بهذا الوسام المجيدي المرصع. وانتهى به المطاف إلى حيدر آباد الدكن أحد مهاجر قومه الذي توجد به جالية حضرمية كبيرة، وأمضى بها سنين عديدة نافت على العشرين عاماً وألف بها أسرة أخرى إلى جانب أسرته بحضر موت وكان محط آمال الجميع بها ومطمح أنظارهم وزعيمهم العلمي والأدبي.
وفي أثناء رحلاته كان موضع الحفاوة والاحترام وتبادل الأبحاث العلمية والمساجلات الأدبية مع كبار القوم ويتضح ذلك في شعره ومؤلفاته.
ومع هذا لم يكن سعيداً في غربته بقدر ما لم يكن سعيداً في بلاده الذي ضميم بها، وهكذا يعيش كثير من الأحرام والعلماء والعظماء الكبار الذين يحاربهم الزمان أينما حلوا حينما ينعم السفلة والجهال يرغد العيش والسلطة، ولكنه مع هذا يحن إلى وطنه ويستولى عليه القلق لبعده عنه بدافع وفائه له ونبل عاطفته فأسمعه يقول في قصيدته القافية:

أهكذا ليت شعري كل ذي كرم
يصيبه تذكاره المأوى ويقلقه
يا أيها الراكب الغادي إلى بلد
جرعاؤه خصبة المرعى وأبرقه
ناشدتك الله والود القديم إذا
ما بان من بان ذاك السفح مورقه

ثم عاد إلى وطنه تريم سنة 1332هـ واستقبل استقبالا شعبياً وحكومياً وقوبل من الجميع بالتجلة والاحترام وقد بلغ من العمر عتيا وتهافت عليه الجميع وانتهزوا فرصة وجوده بينهم واستفادوا من علمه وآرائه وعاد بعد نحو عامين إلى حيدر آباد لغرض نقل أسرته إلى حضر موت وحالت ظروف الحرب العالمية العظمى الأولى دون ذلك وكف بصره آخر عمره وتوفى بحيدر آباد بتاريخ 9 جمادى الأولى سنة 1341هـ الموافق 29 ديسمبر سنة 1922م ودفن بها وكان له من الأولاد ولد وأربع بنات.


شعره ومساجلاته الأدبية:

نجده في قصائده التي يمدح فيها أهل البيت أي الإمام على وبنيه لا تقل روعة عن شعر الكميت ودعبل والفرزدق ثم الشريف الرضى ومهيار وصفى الدين الحلي ومن بعدهم إلى اليوم مما قل أن نجده في شعر شاعر فحل.
ويتصف ابن شهاب بحدة ذكائه وسرعة بديهيته فنجده في إحدى المساجلات التي وقعت بينه وبين بعض الأدباء في شعر المتنبي وحياته ونسبه فقال لهم أنه حضرمي وأصل آبائه من حضر موت ولكلامه أدلة تاريخية، فقالوا إنه لم يذكر ذلك في شعره فقال نعم إنه أشار إلى ذلك في قصيدته التي مطلعها

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم

أشار إلى ذلك بقوله:

وخير بلاد حضرموت ومن هنا
يتسامى على كل الرجال الحضارم
فقالوا صدقت والواقع أنه دس البيت في قصيدته ليختبر مدى حفظهم وإطلاعهم على أشعار المتنبى، ثم أخبرهم فيما بعد أن نظمه على البديهة في الجلسة، وذات مرة زار بعض المعاهد الإسلامية التي تدرس اللغة العربية والتاريخ الإسلامي وغيرهما بالهند ومعه بعض أصدقائه فطلب منه العميد أن يختبر معلومات الطلبة فأمل عليهم هذين البيتين:

إنما المولى علي وهو فيملكه الواسع يبدي ويعيد
وله الصديق والفاروق والشيخعثمان موالى وعبيد

فقال العميد باللغة الأردية ما معناه إن هذا أعلى درجات الرفض وتوقف الطلبة عن تفسير البيتين ولكن ابن شهاب أوضح لهم المعنى وقرر لهم ما يشتملان عليه من التورية، ومن نكاته الأدبية ونوادره الشعرية إنه لما التقى ببرغش بن سعيد سلطان زنجبار العربي العماني الشهير قال لابن شهاب فيم، فأجابه أريد، ولم يفهم الحاضرون ما يعنيان فسأل بعضهم ابن شهاب فيما بعد عما يرميان إليه فقل إنه يخاطبني بقول الطغرائي في لامية العجم:

فيما اقتحامك لج البحر تركبه
وأنت تكفيك منه مصة الوشل
فأجبته من القصيدة نفسها:

أريد بسطة كف أستعين بها
على قضاء حقوق للعلا قبلى

وذكروا من طرفه الأدبية وذلك إثر تقديمه لشريف مكة المشرفة عبد الله باشا بن محمد عون قصيدة يمتدحه بها ويشتكى إليه فيها مما جرى بحضر موت من بعض قبائلها على بني الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين، ولما أعجب الممدوح بتلك القصيدة العينية التي مطلعها في الديوان.


حي الحيا حيا به حلت سعاومنازلا خطرت بهن وأربعا
عرضها على بعض ندمائه فأوهمه بعضهم أنها ليست للناظم بل مقولة على لسانه وحينئذ أمره شريف مكة المذكور أن يذيل البيت الآتي:
صفا الوقت لأبناء الزناولمن يحسن ضرباً وغنا

فذيله بقصيدته التي مطلعها في الديوان:

وبنو الدهر كما قد مال ماأو إلى من كان فيهم ذا غنى

وابن شهاب يوصف بالذكاء الحاد الذي يتضح لنا في قضيته مع شيخه العلامة العارف بالله على بن محمد الحبشي، في ليلة من الليالي قد غلبه النعاس أثناء درس علم الفرائض فلامه شيخه على فوات الدرس وسنه إذ ذاك أقل من العشرين، فما كان منه إلا أن جاءه الليلة الثانية يحمل أرجوزة سماها (ذريعة الناهض في علم الفرائض) جمع فيها الفن كله نظماً في أقل من 24 ساعة يقول فيها.

وعذر من لم يبلغ العشرينا يقبل عند الناس أجمعينا

المنظومة المشار إليه مطبوعة مع شرحها لبعض علماء اليمن.
ومن طريق شعره قوله:

يقولون خضبت المشيب تصابيا
وفيك دليل أن دعوى الصبا إفك
فقلت سترت العيب لا الشيب
إنه من العيب شيب لا يصاحبه نسك
ومن حكمه الشعرية والوعظية قوله:

دع الكبر أن الكبر لله وحده
وقد لعن الشيطان لما تكبرا

أما أشعاره الشعبية فهي لا تقل في بلاغتها وروعتها باللغة الدارجة عن أشعاره الحكمية وتسمى الأشعار الشعبية وهي باللغة الحضرمية الدارجة (الأشعار الحمينية) وهي كثيرة إلا أنه رضي الله عنه في آخر حياته لم يستحسن نشرها وقد قال معظمها وهو في عنفوان شبابه ولم يبق منها إلا القليل الذي يتداوله الناس في حضر موت ومهاجرها وقد غنى المغنون كثيراً من أشعاره الحكمية وقليلاً من القليل الشعبية وكل قصائده التي يتغنون بها في مستوى عال من الرقة والانسجام والبلاغة.

وللعلم فقد كتب السيد العلامة حامد بن أبي بكر المحضار
عن ابن شهاب وأدبه كتاباً يقع في مائتي صفحة تقريباً



علي السقاف جده

No comments: