Sunday, May 18, 2014


الباب الثاني : قصة سيف بن ذيزن مع الاحتلال الحبشي

اعتدمت المؤلفه على تاريخ الطبير جزء 2 ص 142

"ولما هلك يكسوم بن ابرهه ملك اليمن في الحبشه فيما بين دخلها ارياط الى ان قتلت الفرس مسروقا
واخرجو الحبشه من اليمن بعد 72 سنة توارث ذ لك منهم اربعه ملوك ارياط ثم ابرهه ثم يكسوم بن
ابرهه ثم مسروق بن ابرهه خرج سيف بن ذي يزن الحميري وكان يكنى بابي مرةحتى قدم على قيصر
ملك الروم فشكا ما هم فيه وطلب اليه ان يخرجهم عنه ويليهم هو ولم يجد عنده شيئا مما يريد فخرج حتى
قدم الحيره(العراق)وما يليها من ارض العرب من العراق فشكا اليه ما هم فيه من البلاء والذل فقال له
النعمان ان لي على كسرى وفاده كل عام فاقم عندي حتى يكون ذ لك فاخربك معي قال فاقام عنده حتى
خرج النعمان الى كسرى فخرج معه الى كسرى فلما قدم النعمان على كسرى وفرغ من حاجته ذكر له
سيف بن ذي يزن وما قدم له يسأل ان يأذن له عليه ففعل وكان كسرى انما يجلس في ايوان مجلسه الذي
فيه تاجه فلما دخل عليه سيف بن ذي يزن برك ثم قال ايها الملك غلبتنا على بلادنا الاغربه فقال كسرى
اي اغربه الحبشه ام السند فال الحبشه فجئتك تنصرني عليهم وتخجهم عني وتكون ملك بلادي لك فانت
احب الينا منهم
قال بعدت ارضك من ارضنا وهي ارض قليلة الخير انما بها الشاه والبعير وذلك عما لاحاجه لنا به فلم
اكن لاورط جيشا من فارس بارض العرب لا حاجه لي بذلك ثم امر فاجيز بعشرة الاف درهم وكساه
كسوة حسنه
فلما قبض ذ لك سيف بن ذي يزن خرج فجعل ينثر الورق للناس ينهبها الصبيان والعبيد والاماء فلم
يلبث وقيل له ما فعل سيف
فقال كسرى ان لهذا الرجل شأن ائتوني به وقال له عمدت الى حباء الملك الذي حباك تنثره للناس
فقال سيف وما اصنع بالذي اعطاني الملك فما جبال ارضي التي جئت منها الا ذهب وفضه – يرغب
الملك فيها لما راى زهادته فيها – انما جئت الملك ليمنعني من الظلم ويدفع عني الذل فقال له كسرى
اقم عندي حتى انظر في امرك فاقام عنده
وتمضي القصه لتحكي التحول الذي طرأ على موقف كسرى وفارس "وجمع كسرى مرازبته واهل الرأي
واهل الرأي ممن كان يستشيره في امره فقال ما ترون في هذا الرجل وما جاء له فقال قائل منهم ايها الملك
ان في سجونك رجالا قدحبستهم للقتل فلو انك بعثتهم معه فان هلكوا كان الذي اردت بهم وا ظهروا على
بلاده كان ملكا زدته الى ملكك فقال كسرى ان هذا لهو الراي فاحصوا السجناء فوجدوهم 800 رجل
فعين افضل رجل بهم قائدا عليهم وامره عليهم ثم حملهم في ثماني سفن في كل سفينه مائة رجل ومايصلح
لهم في البحر فخرجوا حتى اذا لجوا في البحر غرقت سفينتان بما فيهما فخلص الى ساحل اليمن من ارض
عدن ست سفائن وفيهم ستمائة رجل وفيهم وهرز –قائدهم- وسيف بن ذي يزن فقال وهرز لسيف ما عندك
فقال ما شئت من رجل عربي وفرس عربي ثم اجعل رجالي مع رجالك حتى نظهر جميعا او نموت جميعا
قال وهرز انصفت واحسنت فجمع سيف من استطاع من قومه وسمع بهم مسروف بن ابرهه فجمع اليه
جنده من الحبشه حتى اذا تقارب العسكران بعث وهرز ابنا له كان معه وقال له ناوشهم حتى نرى كيف
قتالهم فخرج اليهم لمناوشتهم ولكنه تورط في مكان لم يستطع الخروج منه فقتلوه فزاد ذ لك وهرز حنقا
عليهم وجد على قتالهم فلما اصطف الناس قال وهرز اروني ملكهم فقالوا ترى الرجل على الفيل عاقدا
تاجه على راسه بين عينيه ياقوته حمراء فوقف طويلا ثم قال علام هو؟؟ قالوا قد تحول على فرس فقال
اتركوه فوقفو طويلا ثم علام هو؟؟ قالوا قد تحول على البغله قال ابنة الحمار ذل وذل ملكه هل تسمعون
اني سارميه فان رايتم اصحابه وقوفا لم يتحركوا فاثبتوا حتى اوذنكم فاني قد اخطأت الرجل وان رأيتم
القوم قد استداروا فاحملوا عليهم
ثم اوتر قوسه- وكانت فيما زعموا لايوترها غيره من شدتها ثم امر بحاجبيه فعصبا ثم امر بنشابه فمغط
فيها حتى اذا ملاها ارسلها فصك بها الياقوته التي بين عينيه فتغلغلت في رأسه حتى خرجت من قفاه
وتنكس عن دابته واستدارت الحبشه ولاذت به وحملت عليهم الفرس وانهزمت الحبشه فقتلوا وهرب شريدهم
في كل جهه فاقبل وهرز يريد صنعاء يدخلها حتى اذا اتى بابها قال : لا تدخل رايتي منكوسه ابدا اهدموا
الباب فهدم باب صنعاء ثم دخلها ناصبا رايته يسار بها بين يديه
فلما ملك اليمن ونفى الحبشه كتب الى كسرى يعلمه اني قد ضبطت لك اليمن وبعث الى كسرى بالاموال
فكتب اليه كسرى يامره بان يملك سيف بن ذي يزن على اليمن وكان ابون ذو يزن من ملوك اليمن "

ويختتم الطبري كلامه عن الحرب اليمنيه الفارسيه ضد الاحباش بقوله :هذا ما حدثنا ابن حميد عن سلمى
عن ابن ابي اسحاق من امر حمير والحبشه وملكهم وتوجيه كسرى من وجه لحرب الحبشه في اليمن"

ثم اوردت المؤلفه ما تم نشره في مجلة الثقافه الجديده العدد الثالث مارس 1974 ومقال الدكتورالظفاري
بعنوان الحركه الشعبيه في اليمن وهو النظر الى التاريخ على انه حركه الجماعه والجماهير ولا ان نعتمد
فلانا من الناس الا كرمز للحركه الوطنيه الاولى من نوعها في الجزيره العربيه ضد الوجود الحبشي ثم
التاريخ العربي الاسلامي لما للتاريخ اليمني ولتلك الحركه بالذات من اثر فيه وقد ذهبت المؤلفه تبحث
بحثا مفصلا مستنده على بعض اراء المؤرخين حول حقيقة الشخصيه التي سارت الى بيزنطا وفارس
واضطراب الروايات التاريخيه حولها كذ لك الاتجاه الذي سارت اليه مجموعه من الاسئله والاستفسارات
مازالت معلقه منذ 15قرنا نبحث لها عن جواب وكذا حقيقة شخصية سيف التاريخيه والمساعده الفارسيه
والنوايا ثم اغتيال سيف والجهه التي خلفها وهدفها وتقييم حركة سييف ووظعها في اطارها الصحيح
هذي هي المسائل التي لازالت حتى تاليف الكتاب تشغل الباحثين

علي السقاف جده


No comments: