Friday, February 22, 2008

دراسات ادبيه 1

دراسات ادبيه 1



دراسة مقارنه بين ثقافة قرنين وايهما السبب في تخلفنا



هذه دراسة مقارنه بين ثقافة قرنين وكل فريق يتهم الاخربانه هو سبب تخلف العرب والمسلمين

واحط السؤال التاليي للحوار من المسؤول عن تخلفنا؟ ثقافة عصبرعمرو خالد أم ثقافة عصر طه حسين؟


فى مقال له بالأهرام بتاريخ 26/ 12/ 2007م عنوانه: "من يتحكم فى عقل مصر؟" كتب الأستاذ شريف الشوباشى وكيل وزارة الثقافة بمصر ما خلاصته التالي :

إبراء للذمة وتوعية للقارئ بأنْ ليس كل ما يُكْتَب فى الجرائد هو كلام سليم، بل فى كثير منه ضحالة وضآلة. ولسوف أورد أولا كلام الأستاذ الشوباشى كاملا، ثم أقفِّى عليه بما كتبه د. إبراهيم عوض

أولا كلام الأستاذ الشوباشى
"لو تخيلنا أن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بعث من قبره في هذه الأيام وأقام ندوة في قاعة صغيرة‏ فالأرجح أن عدد الحاضرين لن يتجاوز بضع عشرات‏.‏ ولو افترضنا أن الداعية عمرو خالد أقام في نفس الليلة أمسية دينية في إستاد القاهرة الدولي فالأرجح أنه سوف يمتلئ عن آخره‏،‏ بل وسيكون هناك تجمهر من المريدين في الخارج يُمْنَعُون من الدخول نظرا لامتلاء الإستاد‏.‏ هذا هو حالنا الآن في عصر سُحِبَتْ فيه السجادة من تحت أقدام أهل الثقافة، وانفض الناس عن كل من يتحدث بلغة العقل‏‏ ويتخذ المنطق والعقلانية وسيلة للتأثير في النفوس‏.‏
وقد ظلت مصر قرونا طويلة ترزح تحت مظلة الجهل وتغييب العقل في عصور سيطر خلالها العثمانيون والمماليك على مقدرات البلاد‏،‏ وكان همهم الوحيد هو الإبقاء على سلطانهم ونهب خيرات الشعب‏.‏ لذلك فقد كان من الطبيعي أن تسيطر الخرافات والأساطير على عقول الناس بتشجيع من الحكام الأجانب كما كان الحال خلال القرون الوسطى في أوروبا‏،‏ حيث كانوا يربطون المريض في شجرة ويضربونه بالسياط لاعتقادهم بأن الشيطان بداخله هو السبب في علته‏.وبدأت بشائر عصر النهضة عندما بادر الوالي محمد علي‏،‏ مؤسس مصر الحديثة‏،‏ بإرسال البعثات إلى الخارج لينهل مبعوثوه من العلم والمعرفة التي كانت أوروبا قد استوردتها من العالم العربي الإسلامي في عصر نهضتها‏.‏ وشيئا فشيئا بدأ عصر جديد تماما على مصر، وهو ظهور طبقة ممن يمكن أن يطلق عليهم: "المثقفون" استفادوا من اطلاعهم على الفنون والآداب والعلوم الأوروبية‏،‏ وأضافوا لها اللمحات المصرية والعربية‏ المستمدة من حضارتنا العريقة‏.‏ ولأول مرة تم تأليف كتب بمنهج جديد تماما على العقلية العربية، وهو وضع مؤلف في موضوع خاص غير الدين ويكون للنص منطق وتسلسل يصلان بالقارئ إلى رأي في قضية عامة‏.‏ وربما كانت مقدمة ابن خلدون هي المحاولة الوحيدة الجادة في هذا الاتجاه قبل ذلك‏.‏ فلم يكن هذا العبقري رائدا في علم الاجتماع فقط، وإنما أيضا في منهجية التأليف‏.‏ولعل أول كتاب في العصر الحديث يستحق هذا الاسم هو‏ "تخليص الإبريز في تلخيص باريز‏" لرفاعة الطهطاوي الذي وضعه بعد عودته من باريس واطلاعه على حضارة فرنسا وأوروبا‏.‏ ثم توالى كبار المثقفين من أمثال علي مبارك ومحمد عبده‏،‏ وعبد الرحمن الكواكبي وقاسم أمين وأحمد لطفي السيد ومصطفى عبد الرازق‏،‏ ثم طه حسين والعقاد والحكيم وغيرهم‏.‏ وقد أتاحت الصحافة نشر أفكار كل هؤلاء على نطاق واسع لم يُتَحْ مثله لكل سابقيهم‏.‏ وتنبه كل هؤلاء لقيمة ذلك الاختراع الجديد فكتبوا جميعا في الصحف، وكان ألمع المثقفين يتخذون من "الأهرام" منبرا للوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء‏. وظل هؤلاء هم الذين يشكلون عقل مصر وضميرها طوال حقبة الملكية وحتى نكسة ‏1967.‏ وفي هذه الفترة الفاصلة في تاريخ مصر الحديث بدأ دور هؤلاء المثقفين يخفت شيئا فشيئا، وبدأ الناس لا يؤمنون بما يقولون، وظهر تيار يتهمهم بالكذب والاحتيال على الناس حتى أوصلونا للهزيمة والانكسار‏.ولم يجد المتحدثون باسم الدين صعوبة في ملء الفراغ والسيطرة على عقول الناس‏.‏ فإن كان المثقفون، كما يقولون، قد مالأوا الحكام وأسهموا في تخدير عقول الشعب وتبرير الأخطاء التي أدت إلى التدهور والهزيمة‏،‏ فإن قادة الرأي الجدد الذين يتخذون الدين وسيلة للوصول إلي السلطة إنما يناهضون الحكم وينتقدون الحكومة ويعتبرون أن البعد عن الدين هو سبب كل المصائب التي حلت على مصر وأن الحكومات المتوالية تناست الدين فجرّت البلاد إلي الهاوية‏.‏ وأصبحت اللغة التي يتقبلها الناس هي لغة الغيب والخزعبلات‏ حتى رأينا العجب العجاب علي شاشات الفضائيات‏.‏ فإذا كان العقل قد أثبت فشله في تفسير الواقع فلا بد من وجود وسيلة أخرى لإرضاء الناس المتلهفين لمعرفة الحقيقة‏.‏ وظهرت طبقة من المتحدثين باسم الدين يغرسون قيما جديدة معظمها يأخذ من ديننا الحنيف القشور‏،‏ واستغل تيار سياسي هذا المناخ الجديد ليستشري في الحياة السياسية المصرية كما لم يحدث في تاريخها الطويل‏.‏ومع انكماش دور المثقفين أصبح هؤلاء هم الذين يتحكمون في عقل مصر ويمثلون المثل الأعلى بالنسبة للشباب الذي يرى آفاق المستقبل موصدة في وجهه حتى أصبح بعضهم على استعداد لإلقاء أنفسهم في التهلكة من أجل الهجرة للخارج‏.والمشكلة أن هؤلاء الذين يتحدثون باسم الدين لا يعرفون الدين‏،‏ بل يركبون الموجة للتوصل إلي أهدافهم التي لا علاقة لها بالسماء لكنها أهداف دنيوية ومادية وسلطوية‏.‏ وأصبح الذين يدغدغون الغرائز ويلعبون على أوتار الحرمان والفقر والخوف من المستقبل ويستغلون الإيمان المتجذر في أعماق الشعب المصري‏‏ هم الذين يتحكمون في عقل الأمة‏.وفي رأيي المتواضع فإنه لا أمل في أن تأتي أية إصلاحات اقتصادية أو سياسية أو هيكلية بثمار حقيقية مادام المتحكمون في عقل مصر يفسدون هذا العقل ويجرّون المجتمع إلي قضايا وهمية ومعارك دون كيشوتية يكون الخاسر الأول فيها هو الشعب المصري". انتهى كلام السيد وكيل الوزاره

الان انقل رد الدكتور إبراهيم عوض

وضع المؤلف للمثقف مقابل الداعية كأنهما نقيضان لا يمكن أن يجتمعا ولا أن يكون بينهما تفاهم أى تفاهم، فكأن الداعية ليس مثقفا، بل كأنه لا يستخدم عقله ولا يخاطب عقول الآخرين، إذ جعل الكاتب من المثقف صاحب عقل، أما الداعية فلا عقل له. وخلاصة الكلام هو أن الدين والثقافة شيئان متخاصمان لا سبيل إلى الالتقاء بينهما. وهذا كلام خطير غاية الخطورة، وبخاصة إذا رأينا أ. الشوباشى يندب حظ الأمة التى ابتلاها الله بالدعاة فاستجابت لهم وحرمت نفسها من بركات المثقفين من أمثاله هو وطه حسين! باختصار إذا كنتَ إنسانا متدينا: سواء كنت داعية أو واحدا من جمهور الدعاة فأنت إنسان لا عقل لك، ولا أمل فيك ولا فيما تسمعه وتقرؤه، بل الأمل كل الأمل أن تنصرف عن الدين وعن الدعوة إلى الدين، لأن الدين جهل وغباء. وأنت، إذ تفعل ذلك، إنما تنقلب على الخطة الصحيحة التى انتهجها محمد على ورجاله ومثقفو عصره حين تركوا ماضيهم واتجهوا نحو قبلة أوربا والغرب. أليس هذا هو ما تقوله السطور الماضية، صراحة أو ضمنا؟ ولكن هل كان طه حسين، الذى يجعل منه الشوباشى مثلا للمثقف ذى العقل، عاقلا فعلا فى كل ما كتب وتكلم ووقفه من مواقف؟ نعم، هل كان عاقلا مثلا حين أنكر أن يكون إبراهيم قد بنى الكعبة أو زار مكة أصلا رغم أن القرآن قد ذكر زيارته لمكة وبناءه الكعبة، فقال طه حسين المثقف العاقل نابذ الخرافة ومُزِيلها وقاشع حجب الظلمات عن العقول والنفوس والضمائر: وإِنِنْ؟ أى فليقل القرآن الكريم ما يشاء، أما أنا المثقف صاحب العقل المتنور فلا أصدق بشىء من هذا. أم هل كان طه حسين، إذ أنكر الشعر الجاهلى كله أو جُلّه لا لشىء إلا لأن مرجليوث المستشرق البريطانى قد سبقه بعشرة أشهر لا غير إلى إنكار هذا الشعر بعد أن كان هو نفسه قبيل ذلك مباشرة لا تدور فى خاطره خالجة من الشك فى ذلك الشعر، بل كان يؤكد وجوده إلى الدرجة التى كان يراه أساس الحضارة الإسلامية، أقول: هل كان طه حسين وقتها مثقفا عاقلا رغم أنه فى إنكاره للشعر الجاهلى لم يَسُقْ قط على دعواه الفطيرة أى دليل علمى؟ أم هل كان طه حسين، عندما دعانا إلى احتذاء أوربا فى كل ما تصنعه من خير أو شر، وحُسْنٍ أو سُوءٍ، وإلى نَضْو غشاء الشرقية العربية الإسلامية تمام النَّضْو والالتحاق بركب المدنية الأوربية والتنكر لكل ما لديْنا، هل كان طه حسين ساعتها مثقفا ذا عقل؟ ترى ما مقياس الثقافة والعقل عند شريف الشوباشى؟ أهو أن تكون مناهضا للدين؟ الواقع أن كلامه لا يقول شيئا آخر سوى هذا. لو أن طه حسين قال: إنه ليس بين يدىّ دليل خارج القرآن على أن إبراهيم زار مكة وبنى الكعبة هو وابنه إسماعيل، غير أنى فى ذات الوقت لا أستطيع أن أكذّب بما جاء فى القرآن لأن القرآن لا يمكن أن يكون مخطئا، إذ هو وحى سماوى، ووحى السماء لا يخطئ أبدا، فهو من عند الله أعلم العالمين، أو إن لم يكن يؤمن بالقرآن وبأنه من عند الله أن يقول: إننى لا أستطيع أن أكذّب بالقرآن لأنه ليس بين يدىَّ دليل على خطإ ما يقول، لقلنا له: نِعْم العقل. أما أن يكذّب بالقرآن دون أن يكون بين يديه أى برهان على صحة ذلك التكذيب فهذا هو فقدان العقل، وهذه هى مخاصمة الثقافة. ولو أن طه حسين أنصت جيدا إلى ما قاله له العلماء الأثبات الذين كانوا يعرفون أكثر جدا جدا مما يعرف هو عن الشعر الجاهلى وبينوا له أن كثيرا جدا من ذلك الشعر شعر صحيح، فاحترم علمهم وعقولهم وثقافتهم ولم تأخذه العزة بالإثم ويزداد تمردا دون دليل أو أثارة من علم، لكان رجلا مثقفا بحق وحقيق، أما أن يتمرد عليهم ويرفض أن يتعلم على أيديهم ما يجهله، فهذا هو فقدان العقل، وهذه هى مخاصمة الثقافة. وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فهل من العقل والثقافة أن يعجز طه حسين عن أن يربى ابنه تربية عربية إسلامية، وقد كانا يعيشان فى بلد عربى، بل بلد زعيم العروبة، بحيث يعرف لغة الدولة والثقافة والحضارة التى ينتمى إليها، على الاقل إلى جانب اللغة الفرنسية التى لم يكن يعرف غيرها لأن أمه الفرنسية قد غرست فيه حب الفرنسية وكراهية العربية، تلك اللغة التى لم تحاول أن تتعلمها هى نفسها رغم أنها عاشت فى مصر عشرات السنين، ولو على سبيل المجاملة لزوجها وللبلد الذى جعل من زوجها وزيرا للمعارف، أى وزيرا للغة العربية وللثقافة العربية، لأن كل ألوان الثقافة فى تلك الوزارة بل فى ذلك البلد الذى تولى فيه طه حسين الوزارة إنما كانت وما زالت تُتَلَقَّى عن طريق العربية وتنتمى إلى الثقافة العربية؟ يقول أنيس منصور بالنص والحرف إن "ابن طه حسين الدكتور مؤنس لا يعرف العربية!" (من مقال له بعنوان "جاءوا من وادي الجن!"/ جريدة "الشرق الأوسط" الدولية/ السبـت 26 جُمَـادَى الأولـى 1426 هـ- 2 يوليو 2005م/ العدد 9713، وعلامة التعجب الموجودة بعد عبارة أنيس عن جهل ابن طه حسين بالعربية هى من عنده لا من عندى). هذا ما قاله أنيس منصور عن ابن طه حسين، الذى كان ينادَى فى البيت باسم "كلود"، كما كانت أخته تسمى: "مرجريت" نزولا على مشيئة الأم الفرنسية الجبارة التى كانت تربيهما تربية نصرانية فيما قرأنا، ولم يهتم أبوهما فى المقابل أن يربيهما تربية إسلامية، وها هى ذى كتبه التى ترجم فيها لنفسه وبيته وأولاده موجودة تشهد على ذلك. وقد استشهدت بأنيس منصور كيلا يقول قائل إننا نستشهد بخصوم طه حسين، فلا قيمة لتلك الشهادة.

الحلقه الثا نيه

الدكتور مؤنس ابن الدكتور طه حسين وتربته الفرنسيه

"الابن المنسي لطه حسين": "قبل أسابيع قليلة توفي في باريس الابن الوحيد للدكتور طه حسين من زوجته الفرنسية سوزان.( جريدة "الرياض" السعودية يوم الخميس 11 صفر هـ- 1 إبريل 2004م/ 1425العدد 13068 السنة 39)
اسم ابن طه حسين هو مؤنس، وكان يحمل شهادة دكتوراه في الأدب الفرنسي. وقد عمل فترة من الزمن أستاذا جامعيا وموظفا في منظمة الأونسكو بباريس. وقد جاءت وفاته في ذكرى مرور أربعين عاما بالضبط على وفاة والده، وإثر حديث أدلى به إلى جريدة "الحياة"، التي نشرت مع الحديث صورة لمؤنس بدا فيها شبيها شبها واسعا بوالده، سواء من حيث طوله أو من حيث ملامح وجهه. ولكن مؤنس غادر فجأة هذه الحياة إثر إدلائه بهذا الحديث، فما إن عادت الصحفية التي أجرت معه الحديث من جديد إلى منزله لغرضٍ ما بعد أيام من زيارتها الأولى حتى قيل لها إنه تُوُفِّي. وكان عند وفاته في الحادية والثمانين من العمر، وهو العمر الذي عاشه والده أيضا. وقد أجهد الكثيرون من القراء أذهانهم وهم يبحثون عن آخر ظهور لمؤنس طه حسين في مصر أو في الحياة الثقافية المصرية والعربية، أو عما إذا كان قد ظهر أصلا في الصحافة المصرية أو في ناد من نوادي القاهرة، فأعياهم التذكر. ذلك أن مؤنس غادر مصر قبل حوالي الخمسين عاما إلى العاصمة الفرنسية حيث حصل على الجنسية الفرنسية وعاش في فرنسا كأي مواطن من مواطنيها. ومع أنه نقل بعض أعمال والده إلى الفرنسية، ومنها كتابه: "أديب"، كما أنه كتب ذكرياته عن والديه ومنزل الأسرة في القاهرة، إلا أن ذلك لم يكن له أي صدى في الحياة الثقافية المصرية. وهذه الذكريات عن والديه وحياته معهما وهو شاب لا تزال مخطوطة لم تخرج إلى النور بعد، وتبحث وزارة الثقافة المصرية في الوقت الراهن عن مترجم مصري ينقلها إلى العربية. وقد أثارت وفاة مؤنس طه حسين على هذه الصورة في منفاه الباريسي، إن صح انه كان يعيش في منفى، ردود فعل مصرية تمحورت حول المسؤولية عن غيابه خارج مصر طيلة هذه المدة وانقطاعه انقطاعا تاما أو شبه تام عنها، إذ لم يحضر إليها سوى مرات قليلة تُعَدّ على أصابع اليد الواحدة، ومن أجل المشاركة في مناسبات عائلية تستلزم مشاركته كوفاة والده أو والدته.




وقال مثقفون مصريون آخرون إن سبب ذوبان ابن طه حسين في فرنسا يعود إلى التربية التي تلقاها في منزل والديه في مصر. فالأسرة كلها كانت تتخاطب بالفرنسية فيما بينها، والمدرسة القاهرية التي كان مؤنس يتلقى فيها العلم كانت أيضا مدرسة فرنسية. ومع أن طه حسين كان يريد لولديه مؤنس وأمينة أن يجيدا اللغة العربية إلا أن وجود زوجته الفرنسية في البيت حال عمليا دون تحقيق هذه الرغبة، أو لنقل: إن رغبة زوجته طغت على رغبته. والغريب أن مؤنس ليس الوحيد في أسرة طه حسين الذي هاجر نهائيا من مصر إلى الخارج، فبعده لحقت به إلى باريس ابنة شقيقته أمينة المتزوجة من وزير خارجية مصر السابق محمد حسن الزيات لتقيم بالقرب منه في باريس، واسمها سوسن. أما شقيقة سوسن، واسمها مني، فقد هاجرت بدورها إلى الولايات المتحدة هجرة نهائية. وبذلك لم يبق في مصر من أسرة طه حسين أحد!وقد طرح هؤلاء المثقفون المصريون السؤال التالي: لو أنه كان لعباس محمود العقاد أولاد، هل كان من الممكن أن يتركوا مصر نهائيا إلى الخارج؟ لقد كان العقاد شخصية مصرية صميمة متشبعة بالروح العربية الإسلامية. وقد كان مستبعدا لو تزوج ورُزِق بأولاد أن يسلك أولاده طريق باريس أو غير باريس. ولكن لأن طه حسين سلك سبيل "التفرنج"، ولم يكن إسلامه متينا من البداية، فقد مهّد السبيل لأن تدخل الرياح إلى منزله وتقتلع أسرته خارج بيئتها ومحيطها. والواقع أن ما يقوله هؤلاء المثقفون المصريون لا يخلو من الحقيقة. فما كتبه طه حسين أو عمل من أجله يمكن أن يؤدي لا إلى هجرة ولديه نهائيا من مصر إلى الغرب، بل إلى هجرة مصرية جماعية إلى أي مكان. بدأ حياته الفكرية بكتاب عن الشعر الجاهلي شك فيه بشخصيات واردة في القرآن الكريم، كشخصية إبراهيم عليه السلام. وفي كتب أخرى وجد أن لليهود حضورا قويا في التراث العربي الإسلامي، ودعا إلى تقوية هذا الحضور. وذكر في أحد كتبه أن مصر خضعت لغزاة كثيرين كان منهم العرب. وفي كتابه عن المتنبي شك بوجود أب شرعي لأبي الطيب واعتبره، بوجه من الوجوه، لقيطا أو ابن زنى! ولكن لعل ما ورد في كتابه: "مستقبل الثقافة في مصر" شكّل السبب النظري لهجرة ولديه إلى الخارج. فقد ذكر في هذا الكتاب أن العقل المصري إذا كان قد تأثر بشيء فإنما يتأثر بالبحر المتوسط، وإن تبادل المنافع على اختلافها فإنما يتبادلها مع شعوب البحر الأبيض المتوسط. وقد خطا خطوة أخرى في هذا الاتجاه عندما قال إن "المتوسطية" تؤدي تلقائيا وحتميا إلى أوروبا، وتعني الأوروبية وتفضي إلى التأَوْرُب أو الأَوْرَبة. فعنده أن طريق التقدم والقوة هي "أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة: خيرها وشرها، حلوها ومرها". فإن خيف على مصر من "أن يؤدي الاتصال القوي الصريح بالحضارة الأوروبية إلى التأثير على شخصيتنا القومية وطمس ما ورثنا من ماضينا وعن تراثنا"، فإن الرد لديه أننا إنما "كنا معرّضين لخطر الفناء في أوروبا حين كنا ضعافا مسرفين في الضعف، وحين كنا نجهل تاريخنا القريب والبعيد، وحين لم نكن نشعر بأن لنا وجودا ممتازا". أما الآن بعد التحرر والتطور والتقدم، "الآن وقد عرفنا تاريخنا، وأحسسنا أنفسنا، واستشعرنا العزة والكرامة، واستيقنّا أن ليس بيننا وبين الأوروبيين فرق في الجوهر ولا في الطبع ولا في المزاج، فإني (يمضي أو ينتهي طه حسين) "لا أخاف على المصريين أن يَفْنَوْا في الأوروبيين".ويبدو أن الدكتور مؤنس حسين، رحمه الله، سمع كلام والده وأراد أن يختبر صحته بنفسه. سار سيرة الأوروبيين وسلك طريقهم وكان لهم شريكا في حضارتهم، فانتهى إلى الفناء فيهم. وفي غمار هذا الاختبار الصعب نسي مؤنس مصريته تماما، وربما إسلامه أيضا، فتحول إلى مواطن فرنسي إن لم يكن كامل المواطنية الفرنسية فإلى فرنسي لا يختلف عن أبناء المستعمرات الفرنسية التي يمكن لأبنائها أن يحوزوا الجنسية الفرنسية وأن يقيموا في باريس وينعموا بالحياة الرغدة فيها. صحيح أنه كتب في باريس ذكرياته عن منزل الأسرة: "رامتان" بالقاهرة، ولكنه كتب هذه الذكريات بالفرنسية لا بالعربية التي نسيها مع الوقت تماما وكمالا. وذكر في الحديث الذي أدلى به إلى صحافية مغربية ونشرته جريدة "الحياة" أن هذه الذكريات لا قيمة لها الآن لأنها لا تعني أحدا. ولكن المشكلة كانت في أن بوصلة التقدم عند طه حسين، وهي البوصلة التي استخدمها ابنه وأضلّته، كانت بوصلة غير سليمة
مع الوقت نسي مؤنس طه حسين مصر كلها، كما نسي منزل الأسرة وتراث والده. لم يكن قد بقي في ذاكرته سوى مشاهد ضبابية لأسرةٍ، الزوجُ فيها منصرفٌ إلى شؤون الجامعة والتعليم والأدب والثقافة، والزوجة فيها منصرفة إلى تربية ولديها تربية فرنسية مسيحية في جوهرها. كان العالم الجزائري عبد الحميد بن باديس يمجّد الأمهات الجزائريات اللاتي يلدن للجزائر أبناء بررة مخلصين لها، ويخشى على بلده من الفرنسيات المتزوجات من جزائريين لأنهن يلدن للجزائر أبناء ضعفاء في وطنيتهم وثقافتهم ولغتهم القومية. وقد أثبتت تجربة مؤنس طه حسين، الابن المنسي لطه حسين، الذي تُوُفِّيَ في باريس ودُفِن فيها كما يُدْفَن الغرباء، صحة نظرة ابن باريس وخطأ نظرة والده".

وعودا إلى المقارنة بين طه حسين وعمرو خالد فإنى أتصور أنه لو قام، بدلا من عمرو خالد، مفكر دينى كبير يخاطب الناس بأسلوب كأسلوب طه حسين فخامةً وجزالةً، وتناوَلَ موضوعات أعمق وأكثر جوهرية مما يتناوله عمرو خالد لكانت النتيجة قلة عدد من يقبلون على الإنصات له. فليست المسألة هى المقارنة بين الثقافة متمثلة فى العلمانيين وبين الجهل متمثلا فى المتدينين كما يحاول الكاتب أن يزرع فى وهمنا، بل فى أن كل ما هو عميق وجوهرى لا يحظى بجماهيرية واسعة، سواء كانت له صلة بالدين أو لا. ومرجع ذلك هذه الأيام بالذت إلى انصراف الناس عموما عن القراءة وعن التعمق فى أمور الفكر والثقافة والإخلاد إلى الكسل الذهنى وأخذ الأمور من شواشيها والاكتفاء بالسطوح من الأشياء فى الأغلب الأعم. وبالمناسبة فالإسلام لا يرحّب بهذا ولا يَرْحُب به صدرا، بل يريد من أتباعه أن يبذلوا كل ما يستطيعون من جهد دون أن يألوا فى ذلك شيئا. إلا أن المسلمين للأسف، فى هذه المرحلة الحضارية من تاريخهم، يميلون إلى الأدنى فى كل مجال، ويرضَوْن من المجد والسموق بأقل القليل، بل بالصفر إذا كانت هناك مندوحة. أى أن الدين هو أول من يدينهم فى ذلك، على عكس ما يزعم كثير من شانئيه. فكأنهم هم المعنيّون بقوله تعالى: "ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا". كما لا ينبغى أن يفوتنا أن عمرو خالد يمثل بين الدعاة صرعة جديدة، ومعروف أن لكل جديد سحره، وإن كان هناك الآن من ينتقده ويكثر من انتقاده حتى لقد أعلنت طوائف من الشباب الذين كانوا متعلقين به فى مبتدإ أمره انصرافهم عنه لشعورهم بأنه لا يمثلهم فى شىء وأنه إنما يرتبط بالأغنياء من الطبقة الجديدة قبل كل شىء، بل لقد قرأت منذ أيام من يشكك فى نياته ويتهمه اتهاما مبطنا بأنه محسوب على الإسلام خطأً. وأيا ما يكن الأمر فهل يصح فى المقارنة أن نضع عمرو خالد فى مواجهة طه حسين؟ إن الشريحة التى يخاطبها الأول غير تلك التى كان يخاطبها الأخير، فالأول يخاطب الشريحة التى تعتمد فى تحصيل ثقافتها على مشاهدة التلفاز ولا تتغيا العمق ولا التنوع ، أما الدكتور طه فكان يخاطب شريحة القراء الذين يبحثون عن الأسلوب الجميل والفكر النقدى والأدبى. كما أن عمرو خالد ليس بالأديب ولا الكاتب. إنه متحدث تلفازى فحسب. كذلك فهو يفتقر إلى ما كان يتمتع به طه حسين من صوت آسر وأسلوب فاتن مهما يكن اتفاقنا أواختلافنا مع الدكتور طه فى هذا الرأى أو هذا الموقف أو ذاك. بل إن عمرا، فيما أتصور، لا يمكنه الكلام بالفصحى ولا الكتابة السليمة بها. ومع ذلك فهذه الميزات التى تُمِيل الكِفّة لصالح طه حسين لا تهم فى قليلٍ أو كثيرٍ المشاهد التلفازى الذى يقبل على أحاديث عمرو خالد. وبالمثل فإن الموضوعات والقضايا التى كان يكتب فيها الدكتور طه ويتحدث لا تحظى باهتمام ذلك المشاهد. لهذا كله فإنى لا أفهم السر فى هذه المقارنة التى أقامها الكاتب بين الرجلين. إن لكل منهما مجاله وجمهوره الذى يسعى وراءه ويطلبه. وكلاهما بعد ذلك مثقف، وإن اختلفت ثقافة كل منهما عن الآخر فى النوع والسعة والعمق.
أما قوله إن كتاب "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز" لرفاعة الطهطاوى هو أول كتاب فى العصر الحديث يستحق لقب الكتاب المنهجى فهو كسائر كلامه لا معنى له، فقد سبق الـجَبَرْتِىُّ رفاعةَ فوضع كتابه المسمَّى: "عجائب الآثار"، الذى لا ينقضى عجب القارئ الفاهم مما فيه من دُرَرٍ علمية ومنهجية وحيادية عجيبة ودقة فى الاستقصاء والوصف وحيوية فى الأسلوب، مما دفع مؤرخا وفيلسوفا كبيرا وشهيرا كأرنولد تُويِنْبِى إلى الإشادة بالجبرتى ذلك المؤرخ العالمى الذى قلما يجود الزمان بمثله. ورغم المكانة العالية التى أحرزها كتاب رفاعة فإنه يقصّر كثيرا عن كتاب الجبرتى، وبخاصة أنه أطول جدا جدا جدا جدا من "تخليص الإبريز"، وأكثر تنوعا وأرحب مجالا، رغم ما يعتريه أحيانا من بعض الخطإ والركاكة اللذين لا يقل رفاعة عنه فى مقارفتهما. وحتى فى الجانب الخاص بإطلاعنا على منجزات الحضارة الغربية الحديثة ووجوه المقارنة بين أوضاعنا وأوضاع الأوربيين أَجِد، بكل يقين، أن كتاب الجبرتى يَفْضُل كتاب رفاعة، على الأقل لأن الجبرتى حين يتناول هذا الجانب إنما يتناوله تناولا حَيًّا مكسوًّا باللحم والدم والعظام والأعصاب لأنه يسوقه لدن كلامه عما يرصده من وقائع ويصفه أو يترجم له من أشخاص، على عكس رفاعة، الذى كان يكتفى عادة بالكلام النظرى، ولا يتوسع فى الكلام عن الأحداث والأشخاص توسع الجبرتى، أحد شيوخ المؤرخين فى العالم أجمع، رحم الله الاثنين رحمة واسعة.
فى مقال الأستاذ الشوباشى قوله إن صوت المثقفين بعد هزيمة يونيه 1967م شرع يخفت شيئا فشيئا ولم يعد الناس يثقون فيما يكتبون وانصرفوا عنهم. ذلك أنه لم يحاول أن يفسر لنا سر انصراف الناس عن هؤلاء الذين خلع عليهم سيادته لقب "المثقفين" دون بقية عباد الله ممن يقرأون ويكتبون ويفكرون ويدبرون مثلهم. كل ما فى الأمر أننا نفاجأ بقوله إن الناس قد انصرفت عنهم وعما يكتبون، وكأن الناس انطست فى نظرها فقررت دون أى سبب أن تنصرف عنهم ثم انصرفت، وكان الله يحب المحسنين! على أية حال فمن الواضح أن الناس قد أخذت مقلبا سخنا على أيدى مثقفى الأستاذ الشوباشى وعلى أيدى الحكام الذين كانوا يقربون مثقفى الأستاذ الشوباشى، إذ توالت الهزائم ولم يستطع أولئك الحكام ولا معاونوهم من مثقفى الأستاذ الشوباشى أن ينجزوا شيئا مما وعدوا به الجماهير، وانكشفت خيبتهم القوية لكل من له عينان. صحيح أن الشعوب تستحق هذا وأكثر منه لأنها مثل مثقفيها وحكامها فى العيوب والمساوئ والمخازى، إلا أن هذه نقرة أخرى. كذلك كان ينبغى أن يفسر سيادته لنا السبب فى إقبال الناس على من صك لهم، كعادته فى صك الألقاب وخلعها على طائفة من الناس وحرمان أخرى منها، لقب "المتحدثون باسم الدين"، وإيثارهم حديث الغيب والخرافات والخزعبلات على حديث العقل والتنوير والثقافة. وليتأمل القراء الكرام حملة سيادته على الغيب وقَرْنه إياه بالخزعبلات، ثم التفافه عقبها للإشادة بقيم ديننا الحنيف رغم كل هذا، وكأنه بعد سخطه على الغيب واتهامه إياه بالخزعبلات قد بقى فى ديننا شىء اسمه "قيم ديننا الحنيف". ترى بالله عليك، أيها القارئ الطيب، هل يمكن أن يتبقى من الإسلام شىء له معنى بعد إزاحة عالم الغيب منه؟ فماذا نقول إذن له سبحانه وتعالى حين يصف المتقين الداخلين الجنة يوم القيامة بأنهم، أوّلَ شىء، المؤمنون بالغيب حسبما جاء فى بداية سورة "البقرة" فى أول المصحف الشريف؟ أنقول له إن عبدا من عبادك يدعى الأستاذ شريف الشوباشى (أو بالأحرى: "شريف الشوباشى" حافيا من اللقب لأننا عند الله لا ألقاب لنا، بل كلنا عباده فحسب!)، ويعمل وكيلا لوزارة الثقافة فى مصر قد أصدر فرمانه بألا يؤمن أحد بالغيب فصدقناه وآمنا بما أمرنا به ونبذنا ما قلت يا ألله؟ ولكن هل يصح هذا عذرا لأحد أمام المولى سبحانه؟ أم إن الله نفسه، والإيمان به هو إيمان بالغيب، خزعبلة من الخزعبلات (أستغفر الله!) فلا ينبغى إذن أن نشغل أنفسنا به أصلا؟
إنه يعيب هؤلاء الغيبيين الخزعبلاتيين بأنهم استولَوْا على عقول الشباب الذين أصبحوا على استعداد لأن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة غرقا أمام شواطئ إيطاليا لانسداد أبواب الأمل فى وجوههم؟ ألم يكن أولى به أن يعيب من تسببوا فى إيصال الشباب إلى هذه الدرجة من اليأس والإحباط ودفعوه من ثم إلى إلقاء نفسه فى المهالك؟
أما اتهام من يسميهم الأستاذ الشوباشى: "المتحدثين باسم الدين" بالانتهازية والانغلاق فهو صحيح فى بعض الأحيان، ولكنْ صحيحٌ أيضا أن فى الشيوعيين، وفى الليبراليين، إن كان حقا عندنا من هذا الصنف، وكذلك فى كل فصيل سياسى أو دينى، انتهازيين ثعلبيين من الطراز الأول بامتياز، وأبرع من أولئك وأوغل فى الانغلاق والانتهازية وشغل الثلاث ورقات. ولذلك أقول إن العبرة فى يقظة الشعوب وتحركها وعدم إسلام أمرها إلى أحد مهما تكن درجة وثوقها به، فإن أمة تلقى زمامها إلى من يسوقها على غير إرادة منها أو بصيرة سوف ينتهى بها الأمر إلى أن تصير حملا مسكينا فى يد ذئب شرير لا يرحمها ولا يرعى فيها إلاًّ ولا ذمّة، وساعتها لا تلومنّ إلا نفسها،
ومما قاله الأستاذ الشوباشى كذلك تأكيده أن المشكلة تكمن فى جهل الذين يتحدثون باسم الدين بهذا الدين نفسه وأنهم يركبون الموجة للتوصل إلى أهدافهم التى لا علاقة لها بالسماء، بل هى أهداف دنيوية ومادية وسلطوية‏، وأنهم يدغدغون الغرائز ويلعبون على أوتار الحرمان والفقر والخوف من المستقبل ويستغلون الإيمان المتجذر فى أعماق الشعب المصري، وأنهم لا تربطهم أية صلة بالدين الحنيف. فأما اتهامه لهم بأنهم طلاب سلطة فاتهام لا معنى له، لأن لعبة الديمقراطية إنما تقوم على تداول السلطة، فلا داعى إذن لهذا الكلام الذى يستطيع أن يقوله هؤلاء بدورهم فيمن يتولَّوْن أمور البلاد. وإذا كان سيادته يرى أنهم لا يفهمون الدين الحنيف ولا تصلهم به أية صلة فليتقدم هو وليعرض علينا فهمه الصحيح للإسلام وليبصّر الناس بحقيقته ويدعوهم إلى قيمه العظيمة، ولسوف يستمع الناس له ما دام ينطلق من منطلق إسلامى، ولا يدع الساحة خالية لهؤلاء الذين يرميهم بكل نقيصة حتى لا يفسدوا على الناس أمر دينهم ودنياهم معا.

انتهى عرض موجز لرد الدكتور ابراهيم عوض


علي السقاف جده

Sunday, February 3, 2008

من حضرموت من وادي ( الهجرين) انطلقت سفينة نوح عليه السلام

من حضرموت من وادي ( الهجرين) انطلقت سفينة نوح عليه السلام

القصة:تم الكشف في عام 1948 عن سفينة نوح في جبال تركيا على حدود جمهورية أرمينيا وهو جبل آرارات، إلا أن الكشف عنه يرجع تاريخها إلى مائة ألف عام خلت، في حين تشير أغلب الروايات إلى أن قصة السفينة لا يتجاوز عمرها 9000 عام ولاتزال البعثات الأثرية تنقب عن السفينة حتى يومنا.عندما أطلق علماء الغرب برنامجا يسمى (google earth) أي جوجل الأرض ظلوا يبحثون عن سفينة نوح في كل جبل وسفح وتل في الأرض، وطلعوا لنا بصور فلم يجدوا إلا جبالا على شكل سفينة، وهذا مما عزز عندي الفهم أن سفينة نوح لم تكتشف إلى يومنا هذا. فقمت بتجربة مشابهة في البحث، ولم أهتدِ إلى شيء، ووجدت ألا سبيل إلى هذا إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم الذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ فصلت42.فوجدت أن سورتين وهما العنكبوت 29 والقمر 54 توجد بينهما اشتراك يلفت الانتباه وهو آيتان، آية ??فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ??العنكبوت15.وآية ?وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ?القمر15.واللافت في هاتين الآيتين اللتين تتحدثان عن سفينة نوح أن ترتيبهما واحد وعدد الكلمات واحد، كل آية من6
عملت على دراسة السورتين فوجدت أن سورة العنكبوت تتحدث عن حشرة (العنكبوت)?مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ?العنكبوت41.

وكيف أن بيتها بعد أن تقوم ببنائه يقوم الذكر بتلقيح الأنثى ثم تقتله وتبقي بقاياه لصغارها بعد ولادتهم، وهذا التصور يرينا كيف أن الحياة شبية بهذا البيت، وأن كل شيء في الحياه تكون نهايته تحت التراب، ولكن ما علاقة سفينة نوح بهذا الموضوع؟إذا نظرنا إلى شبكة العنكبوت سنجدها شبيهة بخطوط الطول والعرض للأرض، وهذا التشابه اللافت للنظر جعلنا في صياغة فكرة ربما نجد الحل في كيفية العثور على سفينة نوح فوضعت فكرة أن الآيات السالفة الذكر مع رقم السور لماذا لا نسقطها على خطوط الطول والعرض للأرض، فكانت المفاجأة لي أن الآية 15 من سورة العنكبوت ورقم السورة 29 وقع في وسط الجمهورية اليمنية في خط عرض بجانب مجرى قديم أعتقد أن الطوفان فعل فعله فيه، وهذا المجرى الكبير الذي تحدد مساحته بمئات الكيلو مترات. انظر( الصورة في الأعلى والأسفل) قد رست عليه سفينة نوح، فما هو دليلنا على ذلك ؟ إذا نظرنا إلى جبال حضرموت سنجدها مميزه من حيث الشكل. جبال مسطحة مستوية وإن إمكانية رسو السفينة أمر ممكن، وقال الله تعالى على لسان نوح في ذلك:
?وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ اْلأَرْضَ بِسَاطاً? ?نوح19 أي أن وادي حضرموت كله بساط. وقال كذلك:??لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً نوح20 ومن الصور المأخوذة من جوجل الأرض ستجد أن الآيتين تنطبقان على وادي حضرموت تماما، وأن هذا المسطح الجبلي الواسع يجعل إمكانية رسو السفينة فيه أمراً ممكناً وبسهولة و تكاد تكون جبال حضرموت مطارات مسطحة .??وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطاً نوح 19 ?لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً نوح 20وهذه البداية المبشرة تقودنا إلى فهم أن خطوط الطول والعرض تقودنا إلى أماكن يستحيل التفكير في وقوع أحداث قديمة، ولكن سورة العنكبوت يوجد فيها آيات تتحدث عن أقوام وقعت بهم أحداث وجعلهم الله عبرة، وفي آيات ثبت حديثا من الكشف عنهم، ومثال ذلك قوم لوط .فأسقطت الآية في الموقع المكتشف في البحر الميت بين الأردن وفلسطين، فكانت المفاجأة آيتان سقطت في نفس الموقع، الآية 35 والآية 31 ?{?وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ العنكبوت 31.?وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ? ?العنكبوت 35.

في الآية 31 إشارة إلى القرية التي ستهلك، ثم الآية 35 الحدث الذي وقع بهم. أليس هذا بمعجزة إلهية؟ وكذلك سوف تجدون في هذا التفصيل للآيات معجزات لإحداثيات خط الطول 31-29-15-70 الإحداثيات خط العرض-29 -7-35 28بحر الميت ( قوم لوط)-1 الآية 31 خط طول -2 29 رقم السورة -3 15 عدد الكلمات -4 70 عدد الأحرفالآية 35 خط العرض -1 29 السورة -2 7 الكلمات 3- 28الأحرف

لاحظ أن الآيتين مقترنتان برقم السورة، وسبب ذلك أن الفاصل بين الآيتين ثلاث آيات .كل هذه الإحداثيات وبتفاصيلها حددت موقع هلاك قوم لوط عليه السلام . وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن نوح عاش بالفعل في وادي حضرموت بالاعتماد على إحداثيات الطول والعرض، ولكن كنا نحتاج إلى شاهد آخر لإثبات ذلك من خلال السورة، فوقعنا على قوم شعيب، فمن خلال البحث وإسقاط الآيتين تبين التالى :1- إِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ??36.2-َ ?كَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِين37.الإحداثيات : الطول 29-36-16-74 العرض 13-37-7-39-29- رقم السورة خط الطول -36 الآية-16 الكلمات-74 الحروف الإحداثيات -37-7-39-13


37 الآية خط عرض- 7 الكلمات- 39 الأحرف -13 هذا الرقم يتحدث عن عجائب القرآن في الارقام . إذا أخذنا الآية (37) ستجدها كالآتي :(َكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُم) 13 حرفا (الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا)? 13 حرفا ?)?فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ)? 13 حرفا

فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ 13 حرفا، وهذا له دلالات كثيرة وله بحث خاص .نلاحظ أن الآيتين تبدآن برقم السورة وهو 29 ، والسبب لا يوجد فاصل بين الآيتين فأتت متتالية، وهذا من معجزات القرآن . وقوم شعيب حسب الطول والعرض تم تحديد موقعهم في المملكة العربية السعودية في تبوك واحتمال أن يكونوا مايزالون جاثمين تحت الرمال قرب الحدود الأردنية.وإذا نظرنا إلى الخط القادم من قوم لوط مرورا بقوم شعيب يسقط في وسط الجمهورية اليمنية محافظة حضرموت، بالضبط في الموقع الذي كنت أعتقد أن السفينة فيها، وهذا من أسرار القرآن العظيمة، والطرق الهندسية في تحديد مواقع أثرية . وسبب هذا الخط أن خط عرض 15-29 لم نجد له إلا هذا الخط القادم من
أقوام أهلكهم الله .موقع السفينة كما هو مبين في الصورة مازالت في الرمال ظاهر شكلها الخارجي بشكل واضح، وبدمج السورتين والآيتين حددت موقع السفينة بصورة تبعث على الدهشة والخشوع لقدرة الله عز وجل في شئ ?(إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون)?. وأن الآيتين والسورتين وقعت في وسط السفينة تماما.وهناك أدلة كثيرة وقاطعة في هذا الموضوع .قد يقول قائل: أين الجودي؟ للأسف الشديد تجاهلنا لغتنا العربية، فكلمة جودي معناها من الجود أي المطر الغزير الذي لا مطر فوقه البتة، والذي يجمع الثريان وجود يجودوا أي أمطروا مطرا غزيرا (انظر المعاجم اللغوية)

تعقيبي

السلام عليكماتفق العلماء انه خطاء كبير تحميل الايات القران تفسيرات غيرمتوقعه ويمكن تفسير الارقام اكثر من تفسير ولاكثر من حدث وقد قرات قبل فتره من حمل سور كامله حول ماحدث لبرجي التجاره الامريكيهوقرات قبل اكثر من 40 عام كتابلعفيف عبدالفتاح طباره اسمه روح الدين الاسلامي ايضايحمل الايات القرانيه واختراع الصواريخ والطائرات بايات قرايات والسلام
علي السقاف جده