Sunday, January 27, 2008

اليتيمه

ا لـــــــــيـــــتـــــيـــــــــــمــــــــه

تمهيد


المتعارف عليه ان اليتيم او اليتيمه هو من فقد ابوه او امه وهو صغيرا ولكن ما هو الفرق عندما يقوم الاب بطلاق الام ورمي اولاده صغارا ويتزوج من اخرى ويقطع كل عطف بهم
وحنان وتظطر الام للزواج – غالبا حسب التقاليد خاصه في الريف – ويتربى الاولاد بين
اهل الام او اهل الاب اليس هؤلاء ايتام وما معنى اليتيم اليس هو من يفقد عطف وحنان
الاب او الام والاعتناء به صغيرا فما بالنا لا نعي لهذه الشريحه أي اهتمام
حدثت مثل هذه القصه قصص كثيره ومماثله ولكن كانت اكثر حدوثا بعد الاستقلال مباشره
ومن ابناء الريف خاصه
يلد راعيا مزارعا مقتنعا بما قسم الله له ويتزوج قريبته ثم بعد فتره يذهب المدينه ويتجند في
الجيش ويتحصل على سكن في المدينه – عدن- ثم ياتي الاستقلال وتعطى له فرص اكبر
ويترقى وهنا ياتي العامل المغير اكان منه او من الفتاه تلك الطا لبه التي تطمح بذ لك الشاب
الذي سوف يكون مستقبلا تحت سيطرتها لتعلمها واجادتها اساليب الترويض اكثر مما تجيده
تلك الريفيه الاميه الراعيه وهنا يتنبه ذ لك الشاب بانه اصبح راقي اجتماعيا وان زوجته
لاتزال وكانها ترعى الغنم لم تتطور من حيث القراءه والكتابه والملبس والتعبير والترويض الخ
فينجر سريعا ويقع في حبائل تلك المصطاده ويرمي زوجته واولاده ويقتطع أي علاقه بهم-غالبا-
ويتفرغ للاسره الجديده الراقيه التي تشاركه الحوار بل وتخطط له وتملئ فراغه كي تثبت سيطرتها عليه

الفصل الاول

كانت تلعب مرحه في فناء الدار ولم تتعدى السادسه من العمر وبجانبها اخوها الطفل ومنزله الواسع وفر لها مجالا للمرح واللعب في تلك الفله التي استولى عليها والدها بعد الاستقلال
وامها كعادتها تدردش مع النساء وقد قرب وقت الغداء ولم تكترث لقرب قدوم زوجها فقد كانت
منسجمه مع جاراتها الريفيات يتذاكرن اخر اخبار صديقاتهن ثم يؤذن الظهر – منبها – فيقمن
متاخرات كلهن وتقوم هي باعداد الطبخ بسرعه ولم تحاول حتى الاهتمام بتنويع وجبة الغداء
او تنويع طباختها والوجبات الاخرى نفس نمط الطباخه البدائي تفور الرز(الارز) ثم تعد
السمك او الدجاج مفورا مع طماط وبعض الخضار(صانونة )هدام وتقدمه لزوجها بعد ان ياتي
بدون ان تستقبله بابتسامه وربما تستقبله بالشكى والنواح والنباح من تعب عمل الدار والتقصير
في حقوقها و و وياكل ذ لك المسكين ويذ هب لينام ويجد السرير غير مرتب فقد انشغلت زوجته
بالدردشه ويناديها ولم تجب فيرتب السرير لينام ساعه او ساعتين ليقوم ويطلب الشاي ولكنها
نائمه فرغم مرور السنوات لم تتعرف على عوائد زوجها وطبائعه ومواعيده للنوم والشاي وماذا
يحب ومتى الخ فيقيمها بعد شجار وياتي بعد الشاي يبحث عن ملابسه فلا يجد ما يريد ويجد
أي شيء بدون كاويه وبعضها غير نظيف لقد انشغلت بجاراتها الاتي يشكين من شراسة ازواجهن وكثرة طلباتهم ويلبس ليخرج فيجد اطفاله يلعبون بثيابهم الوسخه وعند عودته لايزال
يجدهم يلعبون ولم تاخذهم امهم لتعلمهم أي شيء وتعودهم على وقت للعب ووقت الراحه وعلى
النظافه و و
كل هذه هيئته لطلب التغيير والثمن يدفعه اولائك الاطفال الابرياء وهيئته زوجته للتغيرمن غير
ما تقصد فتلك طبيعتها وعادتها ثم انها وللاسف صادقت جيران من نفس الطبع أي انها لم تجاور
من يفهما ويغيرها نحو الافضل بل ربما كان جاراتها اكثر سؤا منها واهمالا وشراسه واظفن لها
من طبائعهن وتذ مرهن من ازواجهن فوق ما بها
واختيار الجار ليس بارادة الزوج فقد حصل التغيير في البلد – نيل الاستقلال- وتحصل الجيش
وهم من ابناء الريف على تلك الفلل والمنازل التابعه للجيش البريطاني وكلا اتى بعائلته وكلهم
من نفس الطبائع هم وزوجاتهم غالبا ولم يختلطوا – غالبا- من سابق ويسكنوا المدينه هم ونسائهم بل اتوا من الريف او من منازل العسكريين حيث كان لكل كتيبه مجموعه من المساكن
لجنودهم وظباطهم – الليوي(معسكرعبدالقوي) شمبيون لاين(معسكر النصر)وغيره أي انتقلوا
كماهم الى تلك المساكن الجديده التي تحصلوا عليها

ويزور احمد احد اصدقائه(عادل) الذي عاد من موسكو ويزوره في سكنه فيجد ذ لك السكن المماثل لسكنه يراه نظيفا مرتبا ويجلس في الصالون هو واحمد وتد خل زوجة عادل بالشاي انيقه مبتسمه لتقدم الشراب وتجلس بجوار زوجها وتشاركهم في الحوار حينا ثم تقوم وتخرج من الغرفه لتعود بعد حين بالشاي والبسكت مبتسمه وتنسحب وعند خروج احمد يلحظ جلوسها
مع اطفالها – في سن اولاده- وهي تشرح لهم وهم بملابسهم النظيفه وتنهظ لتودعه مع زوجها
قائله سلم على العائله و زورونا واخبرعادل بالموعد

وعند وصول احمد الى بيته وجد اولاده لايزالوا يلعبون وسالهم عن امهم فقالوا في بيت الجيران
واتت بنفس ملابس الصباح وتكشيرتها وكذا اولاده بنفس ملابسهم وقد قاربت الساعه السابعه مساء
الا تفهم هذه الزوجه ان هناك وقت للدردشه وحتى الملابس وانواعها لها وقت ملابس الصباح
شيء وملابس العصر والمساء شيء اخر تكون اكثر اناقه واولاده بنفس ملابس الصباح والملابس في الدولاب من غير ترتيب
كل هذا كان يظاف الى سبب التغيير عند الزوج الذي راى ان زوجته على خطاء مأه في المأه
ولم يعاتب نفسه بعدم الجلوس معها وشرح ما يجب ان تفعله الزوجه في مراحل الحياة بالتدريج
ولم يفكر باخذها معه الى منازل اصدقائه لتبادل الزيارات كي ترى حياتهم ومستواهم ويساعدها
في التغيير بشكل مباشر وغير مباشر وراى ان ياخذها الى لزيارة صديقه العائد كي تشاهد الفرق
ويخبر عادل بيوم الزياره وياخذ زوجته واطفاله معه وبعد الانتهاء وفي الطريق يسال زوجته
- كيف شفتي بيت عادل وزوجته واطفاله ؟
- مثل كل الناس
- ولكن شفتي نظافة بيتهم وعيالهم !! وترتيب حياتهم
- العمد على الزوج يوجد كل شيء ويصلح بيته
- والزوجه ما فيش عليها واجب
- وايش تريدها تعمل اذا زوجها ما وجد لها كل شيء
- ولكن هي التي تقول لزوجها بمحتاجات البيت الجديده
- الراشن موجود وكلما ينقص انا اخبرك
- انا اتكلم على غير الراشن اتلكم على نظافة البيت والاولاد ومواقيت اللعب لهم والنوم
الم تشاهدي هذا في بيت عادل واولاده
- طيب وايش تريدني اعمل لهم
وصرخ احمد
- انا اكلمك في وادي وانتي في وادي هذا كله من جيران السؤ الذي خلوك ما تهتمي بزوج واولاد ونظافة بيت حتى ما تهتمي بمظهرك ومواعيد اللبس ولا يوم روحت البيت المغرب وانتي مغيره ثياب انيقه ولايوم اجيت البيت واولادك نظاف او لهم مواعيد النوم ولا يوم ولا يوم وكانك اجيتي امس من البلاد
- يا ابن الحلال اللي تجيبه انا اصلحه هل جبت حاجه وانا ماصلحتها
- هذا يعتمد على الحرمه اذا هي تحب تطور نفسها شوفي الدولاب والثياب المرميه هل فكرتي
تغسليهم وتكويهم هل وهل

ثم سكت فقد احس بالصداع وان كلامه غير مفهوم
وهي احست بانه يبحث عن سبب للخصام وقامت بالبكاء وبكاء الاطفال معها
فكاد احمد ان ينفجر من الغيض واوصلها البيت وراح يبحث عن مكان يجلس فيه كي تهداء نفسه
فهي امراءه في اعتقاده ان عقلها متحجر لا يقبل أي تغيير

وهنا المشكله عندما لاتريد الزوجه ان تحسن من نفسها واولادها وتنافس بهم الاخرين بحيث يكونوا هم الاحسن وهكذا و ببراءه دفعت زوجها دفعا بالاقتناع بان لا هناك امل في تغييرها
نحو الافضل


الفصل الثاني


وفي طريقه شاهد احد اصدقائه فاخذه معه سائلا

- الى اين ذ اهب
- الى الكازينو
- خذ ني معك
- بكل سرور
وهناك جلس احمد على الشاطئ يشرب العصيرثم الشاي وصاحبه معه

- مكان حلو يا فضل كيف ما عرفت به
- لانك متقوقع
- بدانا في الغلط
- اتكلم جد كيف انت تسكن هنا وعلى مقربه من هذه الاماكن ولا تدخلها
- لاننا افتكرت ان الدخول هنا هو فقط لشرب الخمر
- ومن اخبرك بذ لك هنا كل الشيء سباحه ورياضه وطعام وشراب غير الخمر بل وغرف للعائلات او سمها للعشاق كما تحب
وكرر احمد الزياره وهناك تاتي العامله في المطعم مقدمه له العصير وشاهدها احمد انها حلوه
وفي العشرينات جميله وانيقه

- مساء الخير اشوفك تاتي كل يوم لوحدك وتجلس تائه سلامات
- مساء النور عندما اكون متضايق اتي واجلس
- وليس لك حبيب ولا صد يق يخفف عنك
قالتها مبتسمه جذب رقة صوتها احمد اليها قائلا

- لوكان لي حبيب وصديق يهتم بي ما كنت اجيت
- أي كتب علينا ما تجي تزورنا الا وانت مهموم الخاطر اضحك تضحك لك الدنيا

قال في نفسه اه لوكان الزوجه بهذه اللطافه يالها من خشنه راعية الغنم تعاملنا وكاننا كبش
من ظمن غنمها ولكن انا كنت راعي وعرفت الحياة اما هي فلا يا بخت من تزوج هذه
الحلوه وانتبه لسؤالها ورد با بتسامه

- لو لم اكن مهموم الخاطر لما كنت اتيت هنا وتعرفت عليك
فضحكت برقه وعتاب
- تريدني ادعي ان تكون مهموم على طول على شان تزورنا دائما او ادعي لك بالسعاده
وتروح وما تعود
فضحك
- لا لا ادعي لي بالهم على طول على شان ازوركم دائما
- ايوه هكذا ابتسم واضحك يا
- احمد يا
- ابتسام
- عاشت الاسامي فعلا اسم على مسمى لك فتره تعملي هنا ؟
- انا كملت الثانويه العامه العام الماضي واعمل هنا مؤقتا حتى احصل عمل مناسب فهذا
الكازينو قريب من بيتنا ويجيبنا اخي وهو الذي ياخذنا واحيانا ابي
- انت تسكنين هنا قريب
- نعم
- يعني نحن والقمر جيران
- شكرا ها ها بس انا لست فيروز
- انت احلى من فيروز انا اسكن ا يضا هنا في تلك الفلل
- لا نحن في بيت عادي وليس في فلل فاخي موظف بسيط وابي متقاعد من ايام بريطانيا
وانا اكبر اخوتي الاثنين الصغار
- اما انا فاعمل ظابط في الجيش
- عارف بحكم سكنك في فله ها ها السكن معيار للوظيفه والمستوى استاذنك في الانصراف فميعاد ذهابي قرب

يالها من ذكيه و رقيقه قالها احمد في نفسه وكرر الزياره اليوم التالي واللي بعده واللقاء والكلام والتعارف يزداد ويعرف عنها الكثير وتعرف انه متزوج وغير سعيد مع زوجته وانه
شاب طموح واحست نحوه بالود وكذ لك هو ازداد هيام بها

- والله يا ابتسام لولاك ما عادت لي الابتسامه
- صد قني انت اول واحد من الزبائن ادخل معه في حوار لا اعرف ايش جذ بنا لحوارك
- ايض انا والله انت اول واحده اتكلم معها بقلب مفتوح واعطيها تفاصيل حياتي يبدو اننا
خلقنا مكملين لبعض ايش رايك
فخجلت من التلميح المباشر وسكتت وكرر عليها السؤال فقالت

- اعطني فرصه استشير امي فهي اعلم
- يهمنا رايك انت اولا هل انت راضيه
- لو ماكنت راضيه بك يا احمد ما كنت استمريت بالمجيئ اليك لكن اهلي لهم علي حق
وواجب ان يشاركونا في الرأي
فازداد احمد حبا واعجاب فعلا فهو ابن الريف ويعرف الاصول وهذا يؤكد انها متربيه وبنت ناس وتلهف لسماع الرد الاخير ولم تاتي العمل في اليوم التالي وكاد يجن ومكث اطول فتره
حتى المساء وليس عنده رقم تلفونها فقد اعتذرت من أي اتصال قبل ما تبلغ اهلها وازداد هياما
واتت في اليوم التالي وجلست بجانبه ساكته فسالها متسرعا

- لماذا لم تاتي يوم امس اتعرفي اننا مكثت حتى المساء
- اتو ظيوف لزيارتنا عمي وعائلته ولم ارغب ان يعرفوا أي شيء فانتظرت حتى راحوا
- بشيرينا فانا على نار
- طلبت امي ان تزورنا كي تقابلك شخصيا وتتعرف عليك
- متى
- بكره مساء وسيكون والدي موجود ايضا

- كلمتنا ابتسام ياا حمد بالتفاصيل ونحن نحب سعادتها ولكن يا ابني نحن لا نعرف عنك اكثرمما
روته لنا ابتسام بانك ظابط ومتزوج ولكن نحن نثق بابناء الريف لان خامتهم طيبه ولم تفسدها
المدينه فشباب الريف معروف عنهم الرجوله والاستقامه و و ايش رايك يا ابو ابتسام
- كلام عمتك صحيح ثم اننا واثقين من بنتنا ما با تختار الا ما هو صحيح وعملها في الكازينو
قسم العائلات والمرطبات - نهارا - ومؤقتا
- واحب ان اشترط يا ابني شرطا ويمكن يكون قاسي عليك
- تفضلي يا عمه
- بنتي صغيره ولا اريد ان تبداء حياتها معه طبينه لها(ظره) تنكد حياتها فان كنت موافق
حي الله بك وخذ وقتك وفكر

اندهش احمد لهذا الشرط فزوجته هي قريبته ولم يذ ق طعم النوم انه شرط قاسي ولكن يقابله عذاب طول حياته مع هذه الزوجه اللي التفاهم معها صعب ويكاد يكون معد وم او ان يقبل
الشرط ولكن ما عليه لو قبل فهو ليس اول واحد فهناك فلان وفلان وفلان بالنسبه لتربية اولاده
ومصاريفهم ممكن يدفع مبلغ يتفق مع اهل زوجته والزمن يمر بسرعه اه ياله من خيار صعب جدا
- في الحقيقه يا ام اولادي انا شايف انك مش قادره تفهميني واستمراري معك با يدخلنا في عذاب
انا وانت وقد فكرت كثير وشفت ان ما فيش سعاده لنا الاثنين في الاستمرار مع بعض فاذهبي
بيت اهلك وانت طالق وهذه الورقه بالطلاق بخط يدي موقعه من اثنين شهود

تفاجأت المسكينه واخذ ت اولادها واوصلها الى بيت احد اخوانها واولاده معها ينطروااليه وهم لايعرفوا لماذا امهم تبكي وقبل طفليه وسالت دمعه من اعين بنته فقد احست بان والدها يقبلها
لاول مره بحزن عميق ولا تعرف ما هو السبب لبكاء امها المتواصل حتى عندما دخلت بيت خالها


الفصل الثالث

- هلو ابتسام نفذت الشرط متى اجي اقابل اهلك
- بكره
- انا نفذ ت يا عمه الشرط لاننا شفت اننا باعيش معها في عذاب طول الحياة وسوف اتفاهم
مع الاهل حول مصاريف العيال
- الله يعينك يا ابني والف مبروك زواجك وانشاءالله تعرف قيمة ابتسام فهي صغيره
ونقية السريره طاهرة النفس تريدنا نحبك معتمد على محبتك واحترامك لها فهذه اول
زواجه لاولادنا وانشاءالله تكون موفقه

وقاموا بزيارة السكن(الفله) وقام هو بتغيير بعض اجزاء العفش وخاصه غرفة النوم والمطبخ
وتم الزفاف وكانت الزوجه الجديد مدربه من امها كيف تسيطر عليه بحيث لا يقطع امر الا
بمشورتها وتمت سيطرتها عليه سيطره تامه بالتدريج وبالود والمحبه ولكن امها كانت ممن
يؤمنو بالاسحار والحروز لم تقتنع من جانبها بما تقوم به ابنتها بل اظافت لمسات من السحر
في الاكل والشرب والرزوع(عمل كقول المصريين) وهي مؤثره على ابناء الريف ونساءهم
لاعتقادهم القاطع بفعاليتها بحكم البيئه والجهل وكانت زوجته تقوم احيانا باقناعه ان مثل ذ لك
الحرز لو اخبأه في مكان في ثيابه سينجحه في عمله واقتنعته بان امها تريد له مناصب عليا
فازداد خضوعا واقنعته بعدها بان من يحاول يدمر حياتهم بان امها ستدمر حياته ولا يريدو
ان يكونو المعتدين وازداد صدقا بقوة عمته(حماته) وبعدا من اولاده
ومرت الايام والشهور والسنين
اما طليقته فقد ارتأى اهلها – بحكم العادات والتقاليد الريفيه- بانها يجب ان تتزوج فتزوجت من احدالاقارب وشرط ان لا تجلب اولادها معها

فادركت خاصه ابنتها انها اصبحت يتيمة الابوين فما فائة حياتهما وهم بعيدان عنها فاثر الاب والام هو في تربية الاولاد وعطفهم وحنانهم يخلق الحب والاحترام والابوه لبنه لبنه فماهو
الفرق بينها وبين من مات ابوها او امها او كلاهما فقد فقدتهم كلهم رغم انها بحكم انها بنت
لازالت تجد بعض الحنان من الام وهي بعيده عنها هي في عدن وامها في الريف وقد انجبت
امها اولاد وبنات وكانهم غرباء ليسو اخوانها واخواتها واصبحت تائهه رغم اللمسه الجماليه
التي وهبها الله ولكن حالتها النفسيه اثرت في مجرى حياتها ولم تعد تلتقي باخيها الا نادرا فقد
فضل التنقل بين عدن والريف وجعلتهم الماساه اكبر عقلا من عدد السنين في اعمارهم
أي بعقول اكبر من سنهم ولكن عقل العذاب والقلق
رات ابنته (حنان) ان دخولها بيت عمها كانها غريبه وكان عمها يريد ان تكون مع بناته في
عدن بعد ان حاولت العيش مع اهل امها في الريف ولم تنسجم فعاشت في بيت عمها اما اخوها
فقد صادفه حادث اثر عليه ولم يحاول الاب معا لجته ولا الاهتمام به فقد رزق باولاد من اسماء
صب جل اهتمامه بهم وكان ليس له اولاد غيرهم
كبرت حنان بسرعه السنه تعدل سنتين واخذت قسطا من التعليم – اعدادي- وبداء العم يضغط
عليها في الدخول والخروج والاتصال بالصديقات والاقارب الا باذن منه واحست كانها في سجن وكانت تخرج في المناسبات الى الريف مع عمها وتزور امها زيارة ظيف وتبكي على صدر امها فقد وعت النكبه وتبكي امها معها هذا قدرنا يا ابنتي وكتب علي ان لا اراك الا في
السنه مرة واخوك في السنتين مره وماذا اعمل ماذا بيد ي فتزداد ابنتها بكاء وتمكث ساعتين
عند امها فقط – حسب اذن عمها- وتذ هب وامها تبكي وتمنت حنان لو كانت يتيمة الاب لكان
اخف عليها مما صار وجرى رميا في الشارع لكانت اقتنعت ان ذلك قضاء الله وقد ره
حضرت احدى المرات زواج في الريف لاحد الاقارب طبعا مع عمها وعياله وشاهدت ابوها
في ذ لك الزواج وتاملته كثيرا لقد غيرته السنوات ويبدو اكبر سنا وشاهدته كثيرا وكانه غريب
عليها وقربت منه اكثر وشاهدها وكانها غريبه او كانه فاقد الشعور فراى دمعه تسيل على خدها
من التاثر اين ذلك الوجه الصبوح والطلعه البهيه والابتسامه لقد شاخ وكادت تهجم عليه وتجهش
بالبكاء ولكنه لم يتحرك ولم يتاثر وكانه لقاء الغرباء فاشاحت وجهها بعيدا ومشت وبالصدفه
حضرت امها الزواج وقد بدا عليها ايضا الكبروشاهدها الزوج السابق والاب السابق وشاهد
ابنته انهم ضحاياه ضحايا من اراد ان يتطور ويحسن من مستواه وحياته ويعيش حياة تختلف
عن صباه وواقعه فمن طلقها لم تكن تحاسبه في دخوله وخروجه في راتبه وصرفياته كانت
قانعه بالستر والزواج ولم تكن تبدي أي راي غير رايه او فوق رايه ولكن شتان بين الامس
واليوم بين الاميه القنوعه وبين المتعلمه المسيطره فقد دفع الظريبه لثمن التطور والتقدم
والمظهر امام الاخرين وتشبها بعادل او غيره ولم يكن يعلم الخفايا فقد راى المظهر واعجبه
المظهر كثيرا وقرر ان يكون مثل عادل " اسره متطوره " زوجه متعلمه ولها راي في أي قرار
وتكون مثال الاسره ولكن المسكين لم يدرك ان ذ لك سيف ذو حد ين فقد دفع الثمن باهضا لهذا
التطور اولا ضياع اولاده ثم اعقبه ضياع نفسه فلم يعد ذ لك صاحب القرار بل القرار الاخير
لها او بالاصح امها ولن يجرؤ على التفكير بالهروب اوالطلاق فزوجته وامها غير زوجته السابقه وامها

فهل القناعه هو بما قسم الله لك جيد حسب بيئتك ونشأتك ام ان التغيير الى اسرة متطوره في
العلاقات الزوجيه والمظاهر هو الاجود ؟ سؤال اطرحه لاخوتي في المنتدى للاجابه

قصه من الواقع مع بعض التصرف

علي السقاف جده