Sunday, April 27, 2008

كتاب الشهر : حكايات واساطير يمنيه

كتاب الشهر : حكايات واساطير يمنيهتاليف : الاستاذ علي محمد عبدهمن بين الكتب اليمنيه التي اشتريتها في اجازتي القصيره الى عدن من معرض الكتاباخترت ان اقدم هذا الكتاب الصغير في حجمه الممتع في موضوعه وهو يرفه عن كلمن هو بحاجه الى الترويح عن النفس اعجبني الكتاب بحيث انني قرأته مرتين بشغف شديد وقد كتب مقدمته الدكتور علي الراعيوابدع في هذه المقدمه ووفر العناء للتلخيص والتعريف الكامل للكتابيقع الكتاب في 151صفحه من الحجم المتوسط طباعته واوراقه وتغليفه جيد جداطبعته الثانيهكانت في عام 1985م وهي النسخه التي استطعت الحصول عليها==مؤلف الكتاب يعرف القيمه الحقيقيه لحكايات الاساطير فهي عنده محاولة من افراد الشعباليمني لتسجيل مواقفهم وعاداتهم وتقاليدهم وافراحهم واحزانهم وهي في الوقت ذاته تصورالصراع بين الخير والشروبين الانسان واعداء الانسان وتعبر عن التفاؤل العريض الذي يحسبه افراالشعب من ضرورة انتصار الخير على الشر مهما اظلمت الحياة وقست الظروف وتفننالطغاه في التنكل بالناسفقد داهم خطر الاندثار هذه الحكايات بعد ان حل محلها الاذاعتان المرئيه والسمعيه وكذا الهجرهالتي يقوم بها الشباب من الريف الى المدن وصرفتهم عن هذه الحكايات والاساطير وسائل التسليهالحديثه واصبح البعض يرى هذه الحكايات "كلام عجائزاوحكايات النساء"هذه الاسباب دفعت المؤلف الى المسارعه في تدوين هذه الحكايات والاساطيروزاد حماسه هو انهذه الحكايات تماثل بعض من الاعمال الادبيه الغربيهفي الحكاية الاولى : الجرجوف(وقصد بها الغول) :تحكي قصة بعض الفتيات قد تزين بخيرمايمكن من لباس وحلي وخرجن يحملن الجرار على رؤوسهنوكان عددهن سبعا وكانت اصغرهن افقرهن ولم تلبس لباسا فاخرا ولا حلياكان سرب الفتيات يبحث عن شجر الدوم حيث انتهين الى واد فسيح انتصبت وسطه شجرة دوم كبيرةوقفن الفتيات يتداولن فيمن منهن تتسلق الشجرة وتلقي الى الباقيات بالدوم وواحدة بعد واحدة رفضتالفتيات تسلق الشجرة هذه تخشى اين يتمزق قميصها الجديد وتلك تتعذربانها استعارت ثوبها وهكذاحتى وصل الامر الى الفتاة السابعه الفقيرة والتي لم تكن تملك حجه ولهذا وافقت مكرهه على التسلقبعد ان وعدتها الفتيات بان يملأن جرتها مع باقي الجرر فتسلقت الفتاه الشجرة وجعلت تهزها فتسقطالثماروتهرع الفتيات الى انتقاء الافضل منها ويتركن الاقل جودة لتلك الفتاة المسكينه وما ان امتلأتجرارهن حتى غادرن المكان تاركات البنت فوق الشجرة تبكي وتستغيث وما من واحدة منهن تأخذهابها شفقه ومر الوقت ولا من انسان يمر وفجأة رأت شبحا يتجه نحوها وسرعان ما تبينت فيه الجرجوف(الغول)كان قد شم رائحتها فاتجه نحوها واستغاثت به كي يساعدها في النزول فاخبرها ان هناك ستهجراجيف وراءه سوف يلي الواحد الاخر وعليها الاستغاثه باحدهم ومرو بدون ان يساعدوها حتى مرالجرجوف السابع فشرط عليها بانه سينزلها كي يتزوجها اذا وقعت على اصبعه الوسطا والا سيأكلهاوتوافق وتلقي بنفسها فتقع على اصبعه الوسطا ويتزوجها وياخذها الى بيته حيث حول نفسه الى شابجميل واستمال قلبها بما اظهرلها من حب وسلمها سته مفاتيح من غرف البيت السبع والتي احتفظ بمفتاحهاواعطاها حرية التجول بالغرف الست وحذرها من الدخول الى الغرفه السابعه وبالطبع يثور فضول الزوجه الشابه وتبحث طويلا حتى تجد المفتاح ولما فتحت باب الغرفه السابعه وجدتنفسها امام منظر مريع حقا لقد امتلأت الغرفه باشلاء الضحايا الذين افترسهم الجرجوف على مر الاياموكان للغرفه باب سري يدخل منه الوحش فكرهت الفتاة ان تعيش مع هذا الوحش المخضب بالدماءوادركالجرجوف السر ولكن اراد ان يستوثق فاقترح عليها ان يدعو اليها امها فوافقت فحول الجرجوف نفسهالى صورة امها والتي حاولت ان تحصل من ابنتها على سر شقائها ولكن البنت امتنعت ان تبوح بالسرواظطر الجرجوف ان يحول صورته الى اخ الزوجه والى صورة صديقه لها حتى ظفر من زوجته بمايؤيد شكوكه الا انه لم يبطش بها محاولا ان تقبل الفتاة وتعيش معه ولكنها تعجز عن العيش معه وتشاهد ذاتيوم راعي وتؤشر له بثوبها وتتبين بانه اخاها وتعانقا وبقي معها حتى وقت المغرب فجاء الجرجوف وشمعلى الفور رائحة ادمي واقترح عليها ان يخرج مع اخيها الى السوق لشراء لحم وفي الطريق غدر به الوحشوذبحه وقطعه اجزاء اخذ بعضها وعاد وقدمه لزوجته على انه لحم وطلب ان تطهوه ففعلت هذا مكرههوجلس الاثنان ليأكلا اللحم فجعلت الزوجه تتظاهر بالاكل وتجمع ما استطاعت من اللحم وضعته في حفرةصغيرة واخذت تسقي الحفرة وما فيها كل يوم وبعد ايام نبتت شجرة قرع اخذت تكبر وخرج منه طفل صغيروفرحت به فقد علمت انه اخوها وقد عاد الى الحياة من جديد وقالت لزوجها بانها رزقت منه بولد فتركه يعيشبامان على مضض وكبر الطفل واصبح رجل فدفعت له بسيف معلق فوق رأس الجرجوف وطلبت منه ان يضربه ضربه واحدة فقط ولا يلحقه باخرى كي لا يعيش ففعل الفتى وضرب الجرجوف وهو نائف ولم يضرب ضربه اخرى رغم توسل الجرجوف ولم يلبث الجرجوف ان ماتويعود الاخ واخته الى قريتهما محملين بما استطاعا نقله من كنوز الجرجوفايزيس وأوزوريسنقطة التقاء هذه الحكاية اليمنيه بالاسطورة المصريه القديمه "ايزيس وأوزوريس" واضحة كل الوضوحكل منهما ادمي يقتل وتقطع اوصاله فتاتي امرأة وفيه له متعلقه بقضيته فتجمع الاشلاء وتتوسل حتى تعودهذه الاشلاء الى اصلها ويعود صاحبها الى الحياة وينتصر الخير على الشر ان الجرجوف هو رمز الشر في الحكاية اليمنيه كما ان ست هورمز الشر في الاسطورة المصريه والحكايةاليمنيه تجعل رمز الخير اخا للمرأة وابنا لها في الوقت نفسه وتجعل انتصار الخيرعلى يديهاما الاسطورة المصرية فانها تجعل نصر الخير على يد الابن وحده أي حورس غير ان هذا فرق هامشيفان المرأة في الاسطورتين هي مهند سة النصر توجه البطل وتعلمه وتلقنه حتى يصل الى هد فهوفي الحكاية اليمنيه تجد الولوع في الادب الشعبي والذي يدفع الادميين الى ولوج مملكة الوحوش والتعاملمعها والدخول معها في معارك واياها وقد يقتل في الادمي وقد ينتصروفي الحكاية اليمنيه ايضا ظاهرة المكان المحضور وهي الغرفه السابعه وظاهرة العدد السحري وهو ايضاالرقم السابع فعدد الفتيا ت اللاتي خرجن لجمع الدوم سبع وعدد غرف بيت جرجوف سبع ايضا كما ان عددالجراجيف(الغيلان) الذين مرو ا على الفتاة وهي معلقه بشجرة الدوم سبعهوالقدرةالسحريه التي يملكها الجرجوف في تقمص الشخصيات وتحول نفسه الى أي منها في ثوان هي ايضامن السمات المشتركه في الحكايات الشعبيه كلها كما ان تداخل عالم النبات في عالم الانسان هو مسحه مشتركهكذ لك وفي الحكايات الشعبيه المصريه يقتل الادمي غيلة فيدفنه شخص عزيز عليه ويتعهده بالسقيا حتى يرتدادميا من جديد وفي هذه الحكايات ايضا كما في الحكاية اليمنيه يصادق الطير الانسان ويكشف له الاسرارفاشخاص الحكاية الشعبية يقتلون ثم يعودون الى الحياة – الحياة الادميه او النباتيهالى جوار حكاية " الجرجوف" هناك حكايات اخرى فاتنه لعل ارقها جميعا هي حكاية "ورقة الحنا"وهو اسمفتاة جميلة ماتت امها فتزوج ابوها من ارملة لها بنت من زوج سابق واسم البنت اكرام وما يدعو الى الدهشةانها تروي قصة فتاة فقيرة مظطهده "ورقة الحنا" التي تتزوج من ابن السلطان وهي تشبه قصة "سندريلا"على حسبان انها من الادب الشعبي الغربي وواقع الامر انها جزء من اساطيرنا العربية في اليمناظافة الى احتواء الكتاب بعض الحكايات الطريفه احداها يحمل بطلها صفات واضحة من شخصية دون كيشوتوهو الخياط حسن عرف بالبلاهة والجبن فما من زبون واحد يطرق بابه ومن ثم تحتقرة امرأته وتروح تتخذلنفسها عشيقا ولا يجد حسن ما يفعله سوى قتل الذ باب ويتغنى ببطولاته في كل مرة وتصدقه زوجته وتتخلصمن عشيقها وتطير شهرة حسن فيستخدمه السلطان في التخلص من عدوين لهوكم هي رقيقة وفاتنه الحكايات اليمنيه الاخرى في هذا الكتاب انه كتاب يستحق القرأه
علي السقاف جده

قــــصــص مــن تـــا ر يـــخ ا لــيــمــن

قــــصــص مــن تـــا ر يـــخ ا لــيــمــنل حمزه علي لقمانتمهيدهذا كتاب يحوي مجموعه قصصيه سبق ان نشر بعض منها المؤلف في الصحفالعدنيه- اليمن الجنوبي قبل الاستقلال 1967-"فتاة الجزيرة" و "القلم العدني" و"الاخبار" و " ايدن كرونيكل" التي كان يصدرها ويحررها اخو المؤلف محمدعلي لقمان وولداه علي محمد لقمان وفاروق لقمان وفي مجلة "الافكار" التي كانيشترك المؤلف بالتعاون مع اخيه محمود لقمان في اصدارهااول القصص في هذا الكتاب " انذار من السماء" وهي تلخيص لقصة نبي الله هودمع قومه وملكهم ارم "ذات العماد "الذي قام ببناء جنة وقام بانذاره نبي الله هوه بعذابالله مالم يعبد الله تذكر القصة وصول الملك ارم في جمع كبير من حاشيته وقادة جيوشه من ارض الاحقافالى ضواحي لحج حيث يأمر بحفر الابار ونقربابا وحفر نفقا في جبل يعكر الى وادي عد نوالذ ي كان مليئا بالافاعي وسمي ب عد ن بذلك الرجل الثائر بعد ان رماه الملك ارم فيذ لك الوادي كي تأكلهويستمر صوت نبي الله هوذ محذرا ومنذرا هذا الملك الطاغيه متوعدا اياه بعذاب الله وذاكراما اعده الله لعباده من نعيم في الجنة فيقرر ذ لك الطاغيه بناء جنة لاصحابه ويؤمر المهندسينبجلب جميع انواع الذهب اوالجواهر والرخام كي يبنو جنتهالقصة تدور بشكل حوار بين الملك ارم ووزرائه ونبي الله هود مدعما الحوار بايات قرانيهمن سورة هودويقحم المؤلف حوارا بين وزيره مازن الذي امن بعد ان امنت زوجته شمس وتبعا نبي الله هود هم وابنتهما برأت جارتهم نوار فارين من بطش الطاغيه الى حضرموت – الاحقاف- بعد ان قرر الطاغيه الرحيل لى جنته التي بناها لاصحابه حيث بنى له قصرا وسطهاولكن ما ان يصل الطاغيه الى جنته في ارم ذا ت العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد فاذا بصرخةعالية تتبعها ريح صرصر عاتيه فيختلط الجمع وتتصاعد صرخات الناس من كل مكان وتزدادالرياح هبوبا وتتساقط عليهم حيطان المدينه" اما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما فترى القومصرعى كأنهم أعجازنخل خاوية فهل ترى لهم من باقية"" ولما جاء امرنا نجينا هودا والذين معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ"" وتلك عاد جحدوا بايات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد واتبعو في هذه الدنيالعنة في يوم القيامة الا ان عادا كفروا ربهم الا بعدا لعاد قوم هود "" الم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد"صدق الله العظيمكما يحوي الكتاب على مجموعة قصص اخرى صغيرة مثل"الملك ذو الاقراط" و "وزيارة فيمنتصف الليل" التي وقعت احداثها في ايام دولة بني زريع في عدن 1048 – 1144 م وكذا قصة " المرتزق ولحية الملك" الى اخر المجموعةكتاب شيق يستحق القراءة طبعته الاولى كانت في عام 1985م
علي السقاف جده