Tuesday, May 20, 2014

اليمن واطماع اسرائيل


اسرائيل واليمن



يجب أن نقر جميعا بأن هناك مطامع إسرائيلية في اليمن، وأنها قديمة؛ فالذاكرة اليمنية ما زالت تتذكر جيدا قصة الجاسوس الإسرائيلي الشهير، العقيد باروخ مرزاحي، الذي تم القبض عليه في مدينة الحديدة في العام 1973، وهو يرسم ميناء الحديدة بكل تفاصيله من على ظهر قارب صغير استأجره من احد الصيادين الفقراء. الجاسوسالإسرائيلي، الذي سكن مدينة الحديدة كمواطن مغربي اسمه "احمد الصباغ"، جاء إلىاليمن، مرسلا من إسرائيل، بجواز مغربي مزور، وبذريعة مشاركته في محاولة الانقلابالفاشلة التي قادها وزير الدفاع المغربي محمد أوفقير في العام 1972. كما لاتزال الذاكرة اليمنية تحتفظ بسجل التآمر والدعم الإسرائيلي ضد الثورة اليمنية، إلىحد إرسال الجنود الإسرائيليين للقتال في صف أعداء اليمن الجمهوري.

نقلت صحيفة سلاح الجو الإسرائيلي عن طيارين إسرائيليين إقرارهم بالمشاركة في مساعدة القوات الموالية لنظام الإمام بدر أثناء تصديها للجيش المصري الذي أُرسل إلى اليمن لدعم الثورة في ستينيات القرن الماضي. ووفقا للصحيفة، فإن الطيران الإسرائيلينفذ 14 طلعة جوية فوق اليمن، أسقط أثناءها السلاح والعتاد للقوات الموالية للإمامبدر في عملية عسكرية حملت اسم "صلصة". وأثار الكشف الجديد للسلاح الإسرائيلي،آراء عدة في الأوساط الإسرائيلية، خصوصا لدى المحللين العسكريين، فقال المحللالعسكري لصحيفة "معاريف"، عمير رابابورت، إن العملية "مثيرة للغاية من الناحيةالعسكرية، لاسيما أنها جرت على بعد 2200 كلم، وفي مرحلة الستينيات، حيث لم تكنالطائرات متطورة كما هي اليوم". ويعتقد محللون أن إسرائيل رأت آنذاك أن قتالالقوات المصرية في اليمن سينهك القدرة العسكرية لنظام الرئيس المصري السابق جمالعبدالناصر ما قد يسهم في إنهاك الجيش المصري ويحول دون شنه حربا على إسرائيل. وحسب ما جاء في كتاب "الانفجار" لعميد الصحفيين العرب، الأستاذ محمد حسنينهيكل، فإنه في العام 1963 وبينما كانت رحى الحرب بين الثورة الوليدة في اليمن وبينالقبائل التي انضمت إلى صفوف الملكيين استغلت إسرائيل الفرصة وقامت عبر القاعدةالجوية الفرنسية في جيبوتي بإنزال جوي وإبرار بحري في بعض المناطق اليمنية لعدد منشباب اليهود اليمنيين الذين سافروا مع أهليهم في العام 48، عند قيام إسرائيل وتماستيعابهم في المجتمع الإسرائيلي، حيث تم تدريبهم جيدا وتهيئتهم للدور المطلوب منهمالقيام به في اليمن بقية حياتهم. وتقدر المصادر أن عددهم في تلك الفترة كانيتراوح ما بين 350 - 400 فرد، وقد طلبت منهم القيادة الإسرائيلية العيش في اليمنبأسماء يمنية عربية وأن يعيشوا حياتهم العادية في هذه الفترة حتى يذوبوا تماما فيأوساط المجتمع اليمني وقد تم توزيعهم على كافة مناطق اليمن. وفي الماضي القريب،وبالتحديد في ربيع العام 2000، التقطت كاميرا الصحفي اليمني خالد الحمادي صورالمجموعة من الحاخامات الإسرائيليين وهم يتجولون في أزقة مدينة صنعاء القديمة، بعدأن تمكنوا من الدخول إلى البلاد بجوازات سفر أميركية وبريطانية.
وبعيدا عن المطامع السياسية لإسرائيل في اليمن، فقد باتت الأسواق اليمنية مستهدفة من قبل الحكومة الإسرائيلية بصورة مباشرة،
واستهدفت المطامع الإسرائيلية أيضا الأسواق السعودية، حيث نشرت صحيفة "الرياض" السعودية ، تعميما لوزارة الداخلية طالبت فيه التجار والمستوردين"باتخاذ التدابير اللازمة لمنع دخول بضائع إسرائيلية يتم تهريبها عبر اليمن ودول القرن الأفريقي إلى الأسواق المحلية". وبعيدا عن هذا وذاك أظهرت الدولة العبريةدوما اهتماما منقطع النظير بدول القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، نظرا لأهميتها فيتأمين نطاق الأمن الحيوي الجنوبي لـ"إسرائيل"، حيث المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. ويؤكد مراقبون أن الوجود الإسرائيلي في منطقة القرن الأفريقي، يمكنها من الضغطعلى الدول العربية بالمنطقة وهي: مصر والسودان واليمن والسعودية والأردن. ولعلالأحداث التي يشهدها خليج عدن حاليا، من ارتفاع "مستغرب" لعمليات القرصنةوالتداعيات الدولية، تدعونا للقلق من وجود مخطط أميركي – أوروبي يستهدف تدويل البحرالأحمر، وتأمين المجال الاستراتيجي للدولة الإسرائيلية التي تعتبر وجود حكومةصومالية مركزية قوية قادرة على إعادة توحيد الفصائل المتناحر عقبة رهيبة أمام سعيهاالدائم للتوصل إلى اتفاقات ومعاهدات لتحقيق مصالحها في تلك المنطقة


علي السقاف جده


No comments: