Monday, May 19, 2014

على الرغم من انتشار الوسائط الإعلامية الحديثة على مستوى كافة الشرائح , من اذاعة وتلفزيون رقمي, وانترنيت, واخيرا خدمة أجيال الهاتف التلفزي المحمول ...إلا أن المجلات والجرائد المطبوعة ,أو الصحافة التقليدية إجمالا, سواء كانت يومية أو أسبوعية ,صفراء , زرقاء أو بيضاء , ما تزال في الصدارة ,محافظة على بهائها ,وجمال مظهرها على الرصيف العام. لها قراؤها , المنتظمون المميزون, أو الانتهازيون , لها طقوسها , أما في بلدان أوروبا والغرب عموما ,حيث تستأثر القراءة بأنواعها الورقية والالكترونية باهتمام نسبة عالية من أفراد الشعب , فتلك حكاية تطول.

" اكتا ديورنا" أول منشور صحفي ظهر حوالي 60 ق .م


فمنذ ظهور الإنسان,ولد بداخله فضول البحث والتنقيب والرغبة في معرفة ما يدور من حوله, فلم يكتف بذلك, بل اجتهد في حفظ ما يحصده " فجاءت الكتابة حيث حاول البعض نشر أفكاره على ورق البردي وتوزيعها خلال القرن الرابع للميلاد. لكن أول ما يمكن تشبيهه بالصحافة الحالية هو المنشور الذي ولد في الإمبراطورية الرومانية تحت حكم القيصر جوليوس حوالي 60 ق.م.، وأطلق عليه "أكتا ديورنا" ويعني "أحداث اليوم" وظل تقريباً حتى عام 235 م. وقد كانت مهمة العبيد آنذاك هي نسخ أعداد كبيرة منها لتوزع بعد ذلك في الأماكن العامة والمحلات التجارية، وتنشر بها الأحداث الحربية الهامة وأخبار الزواج والوفاة ومواعيد المسرحيات والأحداث الرياضية، بالإضافة إلى توزيعها في المدينة على كل من يعرف القراءة والكتابة. وكانت وفي عام 1450 ولدت تقنية الطباعة على يد يوهانس جوتنبرج من مدينة ماينز الألمانية، لتحدث طفرة في مجال المعلومة المكتوبة. وفتح هذا الاختراع الطريق أمام انتشار الصحف بشكل غير مسبوق، فقد أصبح صدور جريدة دورية ومتجددة أمراً في متناول اليد. وبدأت المحاولات لطباعة المنشورات غير الدورية، تلتها المجلات الشهرية. أما أول صحيفة بالمعنى المفهوم اليوم فكانت صحيفة "رولاسيون" الأسبوعية وتعني علاقة، وتأسست في مدينة ستراسبورج الألمانية عام 1605، ومن بعدها توالى انتشار الصحف في بازل (1610) وبرلين (1617) ولندن (1621) وباريس (1631) وتبعتها مدن أوروبية عديدة.هذه المطبوعة ترسل الى جميع أنحاء الإمبراطورية".ايلاف"



" التنبيه" أول صحيفة عربية

مع حملة نابليون على مصر، انتقل الكثير من الثقافة الغربية إلى الثقافة العربية، من بينها فكرة الصحافة المكتوبة وإصدار الجرائد، فنشأت صحيفة "التنبيه" أول صحيفة عربية، وقد ساهم المترجمون اللبنانيون في تحريرها بشكل كبير. أما أول صحيفة عربية يصدرها عربي باسمه فهي جريدة "السلطنة" التي أنشأها اللبناني اسكندر شلهوب في اسطنبول عام 1857، ثم نقلها إلى القاهرة ولكنها لم تعمر سنة واحدة ، وكان ذلك يصب بالطبع في مصلحة الاحتلال البريطاني الذي كان يملك السيطرة التامة على الإعلام. وحتى يومنا هذا مازالت للرقابة سلطة كبيرة في العديد من الدول العربية، في الوقت الذي فتحت فيه الصحافة التلفزيونية والصحافة الالكترونية على الانترنت المجال واسعاً لكل من يريد التعبير عن رأيه بكل صراحة".
معدل القراءة لدى المواطن العربي صفحة واحدة في السنة.

*.إن المغرب يستورد 17 ألف طن سنويا من ورق الصحف،وهو رقم هزيل جدا .
* دار نشر واحدة في فرنسا تستورد مجموع ما يستورده كل العرب في السنة من الورق.

* لا يتعدى معدل القراءة لكل مواطن عربي صفحة واحدة في السنة.
* عدد الكتب الصادرة سنويا في العالم العربي لا تتعدى 5 آلاف كتاب، مقابل 100 ألف كتاب يصدر في أوروبا سنويا.

*نصيب القراءة في العالم العربي لا يتعدى عشر دقائق في السنة لكل مواطن عربي.
*كل 300 ألف عربي يقرأون كتابا واحدا، أو أقل، في السنة،
* عدد الكتب المطبوعة سنويا في إسبانيا وحدها يساوي ما طبعه العرب منذ الخليفة العباسي المأمون، الذي مات سنة 813 هجرية،

*إن المعدل العالمي للقراءة سنويا لدى الفرد الواحد يصل إلى 4 كتب سنويا.
* وفي أميركا يصل إلى 13 كتابا، وفي إنجلترا 7 كتب.
* أما في العالم العربي، فلا يتعدى المعدل صفحة واحدة في السنة لكل مواطن عربي.
هذه ارقام ليست من محض الخيال, وإنما معطيات ,قدمها مدير الشركة الإفريقية للنشر والتوزيع في ندوة صحفية أمام فاعلين من مختلف مناطق العالم.
اما نسبة قراء العالم الاسلامي لاحدى المجلات الامريكية فقداحتل المركز الاول

في بادرة طيبة من المجلة الأمريكية " فورين بوليسي " والتي أخذت على عاتقها أن تقوم باستفتاء عام لقرائها حول مائة ( 100 ) شخصية ثقافية فاعلة ولها شعبية كبيرة في مجال عملها الثقافي تمكن عشر أشخاص مسلمين من دول إسلامية مختلفة بتصدر هذه القائمة التي ضمت مائة شخصية من كل العالم .
هذه البادرة الطيبة والتي كانت للمجلة الجرأة في نشر نتائج الاستفتاء بكل أمانة رغم تصدر المسلمين للائحة ورغم وجود جو عام يسوده التوتر ضد كل ما هو مسلم ويمت بصلة إلى الإسلام ، وبالتالي يمكننا القول أن المجلة انتصرت على كل الرؤى المعادية للإسلام والمسلمين في الغرب عموما وغيرت النهج المتبع عندهم تجاهنا وحاولت تقديمنا بوجه مختلف وبرؤية مختلفة عن ما هو متعارف عليه حولنا عند أغلب الشعوب الغربية .
تصدر التركي " فتوح غولن " المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية والهارب من بلاده منذ 1999 بعد اتهامه بتقويض العلمانية من طرف جهات تدافع عن العلمانية في تركيا . وهو بالمناسبة زعيم روحي يدعو إلى حياة مبنية على الاعتدال الإسلامي ونبذ العنف وتبني الوسطية في الدين ، هذا الأمر يدعو إلى الفخر وإلى الإحساس بقيمة دعاتنا المعتدلين الذين يبنون دعوتهم الدينية على أساس سليم يحبب الدين إلى الناس كلهم ولا ينفرهم منه . بينما الرتبة الثانية حصل عليها " محمد يونس " البنغالي الذي حصل على جائزة نوبل للسلام منذ سنوات والذي كان سباقا إلى إبداع فكرة تمويل المشاريع الصغيرة لصالح الفقراء وضعيفي الدخل حيث استفاد منها 7 ملايين شخص ، هذا العمل العظيم يعتبر جهدا استحق عليه جائزة نوبل للسلام وأكثر لأن الرجل استطاع أن يدخل الفرحة إلى قلوب الملايين من الفقراء وساعدهم على تمويل مشاريعهم وأنقذهم من البطالة ومد اليد وتسول الرزق من الآخرين ، وبالتالي فقد كان ومازال تلك اليد العظيمة التي منحت الأمل للملايين في بلاده .
وأما الدكتور " يوسف القرضاوي " الأب الروحي للجماعة الإسلامية كما وصفته المجلة ورئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي حصل على الرتبة الثالثة فقد كان جديرا بها لأنه رجل دعوة بامتياز وشخص يدافع عن الإسلام في كل المنتديات والمؤتمرات عبر العالم وعلى شاشات الفضائيات أشهرها الجزيرة القطرية ، ولذلك فقد كان اختياره موفقا من طرف قراء المجلة .
ثم حصل الروائي والأديب التركي الحاصل على جائزة نوبل للأدب عام 2006 " أورهان باموك " الذي أثار الجدل حوله بموقفه من قضية الأرمن الملف الذي لازال يمنع من تقدم تركيا في الحصول على عضوية الاتحاد الأوربي . الروائي التركي المذكور اشتهر بكتاباته ومواقفه من الكثير من القضايا المثيرة للجدل بالبلد والتي منحته قدرة على فرض تواجده في الساحة الثقافية داخليا وخارجيا
وحصل على الرتب الستة المتبقية على التوالي الناشط والسياسي الباكستاني " اعتزاز إحسان " والداعية المصري " عمرو خالد " والبروفسور الإيراني " عبد الكريم سروش " والفيلسوف السويسري حفيد " حسن البنا " مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر السيد " طارق رمضان " وعالم الأنثربولوجيا الأوغندي " محمود ممداني " ثم أخيرا الناشطة الحقوقية والمحامية الإيرانية " شيرين عبادي " .



علي السقاف جده


No comments: