Sunday, May 18, 2014


1.                            عرض موجز لكيفية تشكيل الجبهة القوميه

قرات في منتدى الفضلي ماورد في اعد اد 26 سبتمبر لشهر اكتوبرونوفمبر 2002 الاعداد رقم 1039 و 1035
حول تاريخ انشاء الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل انذ اك واوردها هنا مع مانشرة
محمد سالم باسندوة حول كيف تم تشكيل جبهة التحرير وذ لك لاستكمال الفائدة

كانت المقابلة مع سعيد العكبري الذ ي اكد انة كان احد قادة الخلايا الفدائية
وانة شارك او قا د اسقاط محافظة حضرموت واستعرض استعانة المرحوم
محمد علي هيثم باليسار الماركسي للاطاحة بقحطان الشعبي وانكر العكبري
أي د ور لعلي سالم البيض في اسقاط حضرموت واستعرض تاريخ انشاء
الجبهة القومية والمؤامرة عليها حسب قولة من المخابرات المصرية التي
شكلت جبهة التحرير وبعد الاستقلال تم تعيينة وزيرا للحكم المحلي ثم
تمت المؤامرة علية وهرب الى اخر الحكاية وهي طويلة
وقد رد علية سالم الحاج - صحفي حزبي قد يم - وانكر أي د ور لسعيد
العكبري وانة كان في جبال حضرموت عند اسقاط حضرموت سلميا
نزل بسيارتة لينقل الثوار بعد استيلائهم على المكلا وحضرموت بعد نجاحهم
وانة ليس من العناصر القياد ية البارزين وانة صدق بحاجة واحد ة فقط بان
علي البيض لم يكن في حضرموت عند ما تم اسقاطها في 1967 وان العكبري
ليس لة أي د ور في الكفاح المسلح الى اخر الحكاية
اما جهاد ابن محمد علي هيثم فاكد انة لم يعثر على اسم سعيد العكبري في
مذ كرات والد ة مما يد ل انة ليس لة أي د ور اساسي يذ كر ورد علية سعيد
العكبري بالتانيب الى اخر الحكاية

وقد اورد ت رقم الاعداد وتاريخها لمن احب الاطلاع على التفاصيل

الخلا صة : اذا كان هذ ا هو اسلوب التويق لتاريخ الشطر الجنوبي من اليمن وثورتة ضد الاستعمار وكفاحة وكل
رفيق ينكر أي د ور للرفيق الاخر فماذ ا ننتظر ان يخرج لنا التوثيق ؟؟؟ اهو تزوير للتاريخ هل هو عفويا ام
مبرمجا لطمس أي د و ر لاي تاريخ لكفاح شعب في الجنوب وخاصة مد ينة عد ن التي د فعت الثمن لحروب
الرفاق وخططهم التي اوصلتها الى الهاوية لو لا انقذ ها اللة منهم انقل نبذ موجزة لمن اراد الاطلاع على الحوار ولكن قبلها انقل ملاحظة لاحد مشرفي منتد ى مشهور يكافح لتصحيح ما تم تخريبة

ملا حظة المشرف الخبير والذ ي اعطى صورة د قيقة لتاريخ التكوي والان

كيف تم انشاء الجبهة القومية ؟

وهذا الكلام نقلا عن كتاب عبدالله الجابري كاتب ( الجنوب العربي في سنوات الشدة (

يقول الكاتب ..او بما معناه .....
انه عندما تورطت الاستخبارات المصرية في اليمن الشمالي واقحمت القوات المصرية في مساله لا ناقة لهم فيها ولا جمل .. واصبح الامر في الاخير تجارة فقط ....واصبح الجيش المصري يبيع الثلاجات والراديوهات ..الخ ..الخ .. كذلك شراء مالذ وطاب من عدن بواسطه التجار اصحاب تعز .. الخ الخ ..ومنها الى مصر ..اصبحت العمليه تجارة في تجارة ...
المهم ....
بداءت جبهه التحرير ..قحطان الشعبي ..والرابطه ...العمل على التغيير بالقوة وطرد الانجليز ..بالرغم من ان بريطانيا قد اعلنت عن نيتها للخروج قبل خمس سنوات واعطت موعد لتاريخ خروجها ...
السلاطين لم يتوصلوا الى صيغه نهائيه للحكم ..على غرار الامارات او ماليزيا ...
الانجليز ارادوا الخروج بااقل التكاليف ...
الاستخبارات المصرية ساندت وبقوة جببه التحرير ....
وجاء عبدالناصر الى تعز .. وعلى الانجليز ان يرحلوا وذلك في خطاب تاريخي ...الخ الخ ...
طيب ياجمال الانجليز خارجين خارجين ايش الداعي لاكتساب امر على حساب امر اخر ..
وبداات الاسلحه تنهال على الجنوب العربي ( اليمن الجنوبي ).
فبداءت الاستخبارات البريطانيه بانشاء جبهه اخرى معارضه للجميع لكي تسلمهم السلطه ...
وتم الاتفاق على جميع التفاصيل ...
وساندت بريطانيا الجبهه القوميه بالجيش ايضا ...وحتى قامت المظاهرات في ابين بحماية الدبابات البريطانية ...
اما في الفضلي ..فلم يستطيع سالمين او غيرة من عمل شئ ..وخصوصا بان اهل شنين واهل شداد واعتقد اهل بليل ( مش متاكد ..سوف ارجع للكتاب )قد جاهرو بالعداء للجبهه القوميه ...
(
محمد علي سالم الشدادي اللي هو الان في الموتمر .. قتل ابوه بسبب هذا العداء )
السلطان احمد بن عبدالله الفضلي عاد لكي يجمع القبائل .. فتم عمل الكمين له في العرقوب بواسطة الاستخبارات البريطانية بالايعاز الى جماعتهم ( سالمين ) ...
والى ان اخرجوا جميع الحكام من الجنوب العربي ... وحد خرج وحد نسي اهله .. ماعلينا ...
وسلمت بريطانيا الحكم الى الجبهه القوميه .. لكي تكون عصا في يدها من بعيد ..ولاكن تاتي الرياح بما لاتشتهي السفن ..وتنتقل الورثه الى روسيا ...

الامر المبكي والمحزن هو السنوات التي مرت وهم يتغنوا بالابطال المناضلين اللذين قاومو الاستعمار .. الى اخره.. وهم ماقتلوا جندي انجليزي واحد ..
وفلان من كبار المناضلين ..
والشئ الاخر لم نجد الى الان مذكرات مكتوبه عن ماذا فعلوا ..
يعني لما تتكلم عن كاسترو وكيف اشتروا السفينه وهجموا على كوبا .. على الاقل ذكريات ....
ولا ذكرى ..لماذا لانها عار عليهم .. لانهم هم الخونه ...
وهذا بدايه الموضوع بطرح عام .. والطرح الخاص عندما اجد المشاركين
الكود بن نف الجنسية ( جنوبي عربي ...حلوة جنوبي عربي ( انتهى كلام المشرف

التالي هو عبارة عن مقالات طويلة جدا, ساوجز مقتطفات منها سأتركها لكم بدون تعليق
الأولى من صحيفة 62 سبتمبر العدد1035 الإثنين 14 أكتوبر-تشرين الأول 2002
المنــاضـل سعيد العكبري يكشف حقائق جديدة :أقولها للتاريخ ان المرحوم محمد علي هيثم استعان باليساريين واطاح بالرئيس قحطان الشعبي

صحيفة 26سبتمبر

أغلب وثائق وتوجيهات الجبهة القومية اتلفت خلال الحروب بين الأخوة الاعداء بهدف طمس الأدوار التاريخية للمناضلين الحقيقيين

حاوره: أحمد ناصر الشريف

كشف الاخ المناضل سعيد عمر العكبري -الذي تولى وزارة الادارة المحلية في اول حكومة تشكلت بعد تسلم الاستقلال- عن حقائق جديدة ربما تنشر لاول مرة في الحوار الذي تنشره «26سبتمبر» بمناسبة مرور 39 عاماً على انطلاقة ثورة 14اكتوبر المجيدة. من اهم هذه الحقائق ان المرحوم محمد علي هيثم هو الذي اطاح بالرئيس قحطان الشعبي واقصائه من الحكم بعد ان استعان باليساريين ظناً منه انه يستطيع السيطرة عليهم.. لكنهم -كما يقول سعيد العكبري- كافؤوا هيثم بالانقلاب عليه وارسلوه الى موسكو لأخذ دورة تنشيطية في الاشتراكية العلمية.

وأكد العكبري في حديثه لـ«26سبتمبر» ان السبب الوحيد لاعلان دولة مستقلة في الجنوب سابقاً عشية الاستقلال هو قيام حركة 5 نوفمبر 67م في الشمال لانها -كما قال: «حسب ما صنفها الرفاق حركة رجعية». وقال بأن اغلب وثائق وتوجيهات الجبهة القومية قد تم اتلافها خلال الحروب بين الاخوة الأعداء بهدف طمس الأدوار التاريخية للمناضلين الحقيقيين من قبل اولئك الذين لا ادوار لهم..

>
سؤالنا الأول يتعلق بما كُتب عن ثورة 14اكتوبر بعد مرور 39 عاماً على انطلاقتها.. هل هو قريب من الحقيقة؟
اؤكد ان ما كتب عن هذه الثورة الشعبية العظيمة.. الثورة اليتيمة -كما كنا نسميها في إحدى احلك لحظاتها عام 1966م- لا يقرب من الحقيقة بأي مقياس ولقد قرأت اكثر من ثلاثين كتاباً ومؤلفاً لمؤلفين عديدين منهم اليمني والمصري والشامي والعراقي والروسي والانجليزي، فلم اجد من انصف هذه الثورة واعطاها حقها، عدا كتاب واحد فقط هو ما اسماه مؤلفه الاستاذ احمد عطية المصري «تجربة الثورة في اليمن الجنوبية» واسماه الاستاذ هاني الهندي في طبعته الاخيرة «النجم الاحمر فوق اليمن الجنوبية». وميزة هذا الكاتب انه عاصر الثورة منذ انطلاقتها من خلال عمله الدبلوماسي كقائم بالاعمال المصري في اليمن خلال تلك الفترة. وما ميز هذا الكتاب هو انه عبارة عن رسالة دكتوراه حصل عليها المؤلف، وبالتالي لا يستطيع ان يخضع معلوماته وتقييمه للاحداث لتسريبات المخابرات او لآراء حكام بعض الدول العربية
 
اعتدنا على ان يقوم الجانب القوي بتجيير حقائقØ التاريخ لصالحه.. فهل الوقت مناسب الآن لإنصاف من ظلموا؟

>>
نعم.. اعتقد، بل اجزم بأن الوقت قد حان لانصاف المناضلين الحقيقيين، ابطال الثورة من ظلم وافتراء زملاؤهم،
مع ان الهدف كان واحداً هو طرد الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن إلاّ ان زملاء السلاح اختلفوا في الميدان.. لماذا؟
ولم يتقاتل الاخوة رفاق النضال إلاّ بعد ان تدخلت الايدي الخارجية، ولا اقول الاجنبية، وانما الايدي العربية -مع الاسف- عندما رأت اجهزة المخابرات فيها ان الجبهة القومية قد سحبت البساط من تحت أرجل جميع الاحزاب القائمة يومئذ اليمينية منها واليسارية من شيوعية وبعثية الى آخره.. فتجمعوا حسداً وشكلوا ما اسموه منظمة تحرير جنوب اليمن، ثم قامت كل مجموعة بطرد المجموعة الاخرى من المنظمة وماتت هذه المنظمة. وهنا جاءت الايدي لتفرض علينا قيام ما اسموها بجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وفرضوا علينا قيادات سلاطينية هما: السلطان احمد بن عبدالله الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي وبعض رموز العمل الوطني من امثال المرحوم عبدالقوي مكاوي والاصنج وباسندوة، وكان اعتراضنا اساساً منصباً على وجود السلاطين في قيادة جبهة التحرير وسارت الامور هكذا من اقتتال الى اقتتال حتى انجز الاستقلال التام الذي تم على ايدي رجال الثورة الحقيقيين والذين كانوا من الصلابة بمكان واستطاعوا مقاومة كل الضغوط النفسية والمادية والتسليحية منذ 14اكتوبر 63م وحتى ليلة 30 من نوفمبر 1967م. اما الاقتتال بعد الاستقلال والحركات الانقلابية التي بدأت في 22/6/1969م ضد الرئيس قحطان محمد الشعبي واستيلاء ما أسموه بالجناح اليساري على السلطة وانقلاب عام 1978م ضد الرئيس سالم ربيع علي و13يناير 1986م بين الزمرة والطغمة فهي جرائم قتل وليس اقتتال بل جرائم ارتكبت ضد قوى الشعب المغلوب على أمره. والمطلوب الآن هو محاسبة هؤلاء المسؤولين عن هذه الجرائم وبيان حقائقها
>
لماذا لم تصدر وثائق وتوجيهات الجبهة القومية حتى الآن؟

>>
الجواب ببساطة ان جميع.. او ان كنت اريد الدقة فأغلب الوثائق والتوجيهات قد دمرت وأتلفت خلال تلك الحروب بين الاخوة الاعداء لان من أمسكوا بزمام الامور في مختلف المراحل وجدوا انه ليس لهم ذلك الدور التاريخي فأرادوا طمس الجميع. واضرب لكم مثلاً الاخ علي سالم البيض، لم يكن متواجداً بالمكلا وليس له اي دور عندما اسقطنا سلطنات حضرموت الثلاث القعيطية والكثيرية والمهرية ثم وجد نفسه يشارك في الحكم في جميع المراحل من حكومة قحطان وسالم ربيع وعبدالفتاح وعلى ناصر واخيراً عهده المقبور فهل يستطيع اي كاتب او اديب او مؤلف ان يقول ان من اسقط حضرموت هو سعيد العكبري او خالد عبدالعزيز او سالم علي الكندي مثلاً.
هل تعتقد ان هناك حقائق ماتزال غائبة عن ثورة 14 اكتوبر لم يكشف عنها؟

>>
من الحقائق التي لاتزال غائبة عن ثورة 14 اكتوبر المجيدة اوكما قلت الثورة اليتيمة.. الفقيرة التي يهرب الكثير من الاعتراف بفضلها وفضل من فجروها وقادوها في احلك الاوقات في تاريخ الوطن اليمني.. هو التاريخ السري لهذه الثورة ومن ثم الاعداد لها.
يقال ان عدم اعادة تحقيق الوحدة اليمنية يوم الاستقلال كان بسبب اصرار بعض الحركيين على اعلان دولة مستقلة في الجنوب تنفيذاً لرغبة بريطانية ماصحة ذلك؟
بسبب واحد فقط وهو قيام حركة 5 نوفمبر في الشمال واقصاء الرئيس عبدالله السلال عن الحكم.. وكان تقييمنا لهذه الحركة إنها حركة رجعية قد تعيد اسرة بيت حميد الدين الى الحكم في اليمن خاصة وان بعض رموزهذه الحركة كانوا معروفين باتجاهاتهم
لماذا تم الاختلاف مع الرئيس قحطان الشعبي واقصائه من الحكم ثم سجنه مع انه وفيصل عبد اللطيف الشعبي رمزين للكفاح المسلح ؟
واقول هذا للتاريخ هذه القوة تتمثل في الاخ المرحوم محمد علي هيثم وعندها شعر الاخ محمد علي هيثم بقدرته على الاستعانة باليساريين وهم قلة محدودة وليس لهم اي وجود فعلي لا في القوات المسلحة ولا في الأمن العام ولا في التنظيم السياسي.. فظن (ابو عاد) الله يرحمه انه سيكون الحاكم المطلق للجمهورية لو تخلص من قحطان الشعبي

عكبرة أحداث وقائع مسار ثــورة 14 اكتوبر وما بعد انتصارهـــا!! الحلقة الأولى


سالم الحاج

طالعتنا في عددها رقم «1035» الصادر بتاريخ 2002/10/14م بنشر «حوار » على صفحتها رقم «11» مع سعيد العكبري، حاوره: احمد ناصرالشريف تحت عنوان المناضل سعيد العكبري يكشف حقائق جديدة وما نشيت طويل- عريض- أقولها للتاريخ أن المرحوم محمد علي هيثم استعان باليساريين، وأطاح بالرئيس قحطان الشعبي ثم تلاه عنوان اغلب وثائق وتوجهات الجبهة القومية اتلفت خلال الحروب بين الاخوة الاعداء بهدف طمس الادوار التاريخية للمناضلين الحقيقيين وكنت اتمنى من الزملاء الاعزاء في الصحيفة ومازلت أن يتوخوا الدقة والتدقيق فيما ينشرونه وان تلتزم الصحيفة بتقاليد النشر الصحفي، ومبادئ العمل الصحفي فمن الحماقة ان تزعم أية صحيفة انها تنشر «حقائق جديدة» ويجب ان يتعاطى القراء مع ما تنشر على أنه مثلاً «حقائق جديدة» إلا اذا كانت «الحقائق الجديدة» تعتبر جديدة على الصحيفة نفسها، ولكنها ليست جديدة على جمهور القراء، بعضه ان لم يكن اغلبه. ومع ذلك من حقنا ان نسأل: ماهي الحقيقة؟ من أين تأتي؟ وماهو مصدرها؟ ومن يحملها؟ ومن يملكها؟ وفوق هذا وذاك: ماهي شروط الوعي بها؟ ومن يمتلك أهلية قولها والتصريح بها؟ أو يفترض ان ينشرها، وماهي علاقته بموضوع الحقيقة «الحقائق الجديدة» التي يتطلب ان يرويها أو يتحدث بها او يكتبها، أو نحاوره بشأنها، ونناقشه فيها؟

كان الأجدر بالصحيفة أن تقدم للقارئ البطاقة الشخصية الاجتماعية- الثقافية- السياسية عمن وصفته بـ«المناضل العكبري» وزعمت أنه «يكشف حقائق جديدة» حتى يتمكن القارئ أن يوازي بين مسار حياته الشخصية، ومسار الأحداث التي زعم أنه صنعها، وقادها، أو شارك أو كان له تأثيراً فيها أو عليها. فمن حق القارئ اولاً ان يعرف حقيقة المناضل سعيد العكبري من هو المناضل؟ حتى يستطيع القارئ ان يهضم ويستوعب ويفهم ما قيل عنه من أنه يكشف حقائق جديدة ولكن بدى لي ان الصحيفة قد رأت في اطلاق لقب مناضل عليه «فرض كفاية» بينما هو في الواقع فرض عين.
فبعدد القصص- والحكايات التي رواها المناضل سعيد العكبري وجدت انه من المناسب والواجب ان اسجل بعض الملاحظات، وان اوضح بعض المسائل، وان اعلق على بعض الامور «الحقائق الجديدة» الذي زعم المناضل سعيد العكبري انه كشفها لجمهور القراء.
اولا: فليس ثمة ما يشهد في وثائق الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل منذ اعلان تأسيسها في 17 آب اغسطس 1963م وحتى تحقيق الاستقلال الوطني، واعلان قيام «جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية» في 30 نوفمبر 1967م على ان المناضل سعيد العكبري عضواً مؤسساً او عضواً في «القيادة العامة» للجبهة القومية او مكاتبها التنفيذي
ثانياً: فيما يتعلق بما قاله من أن الجبهة القومية سحبت البساط من تحت ارجل جميع الاحزاب القائمة يومئذ اليمينية واليسارية من شيوعية وبعثية الى آخره.. فتجمعوا حشداً وشكلوا ما اسموه منظمة تحرير جنوب اليمن الخ.. فان المناضل سعيد العكبري يفتري محض افتراء على الاحزاب اليسارية من شيوعية فاليساريين، والشيوعيين اليمنيين كانوا ممثلين في الاتحاد الشعبي الديمقراطي الذي اعلن عن تأسيسه في مستعمرة عدن بتاريخ 21 اكتوبر 1961م
ثالثاً: اما عن مزاعمه حول كيف سارت الامور هكذا من اقتتال الى اقتتال حتى انجز الاستقلال.. فالمناضل سعيد العكبري لم يقل شيئاً، ناهيك عن اضافة «حقائق جديدة» وكل ما قاله سوى كذبة جديدة
والمضحك حقاً ان المناضل العكبري يعلق ماحدث من عمليات صراع على السلطة في اليمن الجنوبي خلال انقلاب عام 1978م ضد الرئيس سالم ربيع علي و13 يناير 1986م بين الزمرة والطغمة فهي جرائم قتل وليس اقتتال بل جرائم ارتكبت ضد الشعب المغلوب على امره» على شماعة الفكر الماركسي اللينيني الذي اشاعه نايف حواتمه الخ..» وتفكير كهذا ينم عن جهل فاضح وضيق افق سياسي ضحل لانه يتجاهل حقائق الواقع الموضوعي اليمني وعلاقته بالواقع العربي الاقليمي والدولي
رابعاً: يزعم المناضل سعيد العكبري انه تابع بنفسه بعض تلك العمليات «الفدائية» خلال مسؤولياتي على القطاع الفدائي في فترة 64 - 1965م وهذا محض افتراء فالقيادات البارزة للعمل الفدائي للجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في مستعمرة عدن معروفة تماماً وابرزهم فيصل عبداللطيف «غازي» وعبدالفتاح اسماعيل «عمر» وسالم ربيع علي «سالمين» ومحمد صالح يافعي« مطيع» ويوسف علي بن علي ولأنه لم يكن بكل تواضع ممن شاركوا في تأسيس الجبهة القومية منذ اول يوم في 17 اغسطس 1963م فانه ايضاً لم يكن قائد للعمل الفدائي- العسكري في مستعمرة عدن كما زعم
الذي حدث صباح يوم 19 سبتمبر 1967 عاد المناضل سعيد العكبري من الجبال بعد الظهر وهو يقود سيارة مكشوفة من نوع «لاندروفر» واتجه صوب مقر القيادة المحلية مقر السلطان- ومن هناك اصطحب معه اولئك الفدائيين الذين اقتحموا الباخرة بقيادة عبدالرحيم عتيق في عملية استعراضية بهم في شوارع مدينة المكلا بحيث يعطي انطباع للمواطنين انه هو الذي قاد عملية سقوط سلطنات حضرموت وكما هو صحيح تماماً، ليس هناك دوراً لعلي سالم البيض، وسعيدالعكبري في اسقاط سلطنات حضرموت الثلاث الا ان سعيد العكبري لم يكن صادقاً واميناً فقد انكر اي دور لعلي سالم البيض، وانني شاهد عيان على الدور البارز الذي لعبه سالم ربيع علي «سالمين» والى جانبه علي سالم البيض في اسقاط «السلطنة الفضلية» و«سلطنة يافع السفلى» دلتا ابين في 27-28 اغسطس 1967م

عرض موجز لرد سعيد العكبري على جهاد محمد علي هيثم
أولاً: أوجه كلمة عتاب رقيقة الى ولدي العزيزين جهاد و عاد محمد علي هيثم ابناء المرحوم محمد علي هيثم الزميل ورفيق النضال الاسطوري للجبهة القومية ومناضلها ضد قوى الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن اليمني عتابي على بعض العبارات التي وردت في رد الولد جهاد على ما كتبته حول والده..وكان بودي لو ان هذا الولد الذي لم ير لي أثراً في اوراق الثورة اليمنية والسريعة».. وانني شخص مجهول لديه سوى من منصب رسمي تقلدته بعد الاستقلال عدة أشهر وذلك من واقع مذكرات المرحوم والده، والمحاضر الرسمية لتلك الفترة.. وكان وزراء حكومة الاستقلال قد جاءوا من المجهولين وممن لا وجود لهم لمجرد عدم ذكرهم في مذكرات والده
اما ما ورد في ثانياً من رد الولد جهاد حول استقالة او اقالة والده فالأمر الأكيد هو الاقالة والطرد وليس الاستقالة فلا أحد يستقيل في العالم الثالث بل يقال ويعلن عبر أجهزة الإعلام عن قبول لاستقالة فلان او علان من منصبه وهو لا يعلم شيئا عن ذلك الا من خلال استماعه للفاجعة من الراديو او التلفزيون وهذا ما حصل بالضبط مع الاخ محمد علي هيثم.. اما حرصه على عدم سفك الدماء اليمنية فذلك اوضح ما يكون من تركه جثة العقيد/ علي عبدالله ميسري قائد الجيش مرمية في احد شوارع عدن لمدة 4 أيام حتى جفت دماؤه ولم يستطع وهو رئيس الوزراء وعضو مجلس الرئاسة ان يأمر بنقل جثته الى المقبرة لدفنها تكريماً للميت، ولم يستطع منع قتل العقيد/ الصديق احمد قائد الامن العام الذي نفذ له الانقلاب العسكري يوم 22يوليو 1969م إما قرار الاغلبية الذي تكلم عنه فيكفي ان يعرف ان ثلاثة ارباع اعضاء القيادة العامة الشرعية للجبهة القومية كانت يومها اما نزيلة سجون الارهاب ومنها الأخ خالد عبدالعزيز الذي حصل على أكبر عدد من الاصوات في المؤتمر الرابع للجبهة القومية في زنجبار او مشردين في جبال اليمن ووديانها ومنهم الاخ الشهيد علي عبدالعليم او فروا الى خارج اليمن.
قد يقول بعض الناس ولماذا نبش الماضي الأليم ومن الافضل نسيانه وطي صفحة الايام على جراح الناس.. واقول نعم ذلك أفضل والأفضل منه عدم اثارة القلوب المجروحة بعذابات السنين وظلم ذوي القربى لكي ننسى أما محاولة نبش التاريخ وتبرئة المسؤولين عن جرائم شنيعة ارتكبت في حق أبناء شعب اليمن وتجريح قياداتهم التاريخية ممن لازالوا على قيد الحياة فذلك أمر غير مقبول..


علي السقاف جد ة
كيف تشكلت جبهة التحرير
ورد في صحيفة 26سبتمبر2002لشهراكتوبرونوفمبر حول كيفية تم تشكيل الجبهة القومية حسب رواية سعيد العكبري ثم سالم الحاج
والان اورد رواية محمد سالم باسندوة حول كيفية تشكيل جبهة التحرير
البيان(بيان الاربعاء)الأربعاء 1 ذو القعدة 1424هـ - 24 ديسمبر2003 -العدد 216
احتفل اليمن في نوفمبر الماضي في استقلال جنوب البلاد من الاستعمار البريطاني الا ان الصراع الذي رافق الكفاح المسلح بين طرفي النضال الوطني: الجبهة القومية التي تحولت فيما بعد إلى الحزب الاشتراكي، والطرف الاخر جبهة التحرير التي اعفيت من المشاركة في حكومة الاستقلال عام 1967م وتوزع اعضاؤها وكوادرها على مختلف الاطر ـ والتنظيمات السياسية.
وعلى مدى أربعين عاماً ظل محمد سالم باسندوه وزير خارجية اليمن الأسبق واحداً من الشخصيات السياسية التى شاركت فى معظم الأحداث التي عرفتها البلاد اذ كان أحد المساهمين فى حرب تحرير الجنوب المحتل وكان من أول ضحايا الصراع السياسي الذي شهده الشطر الجنوبي بين رفاق السلاح في الجبهة القومية التى تسلمت السلطة من الحكومة البريطانية وجبهة التحرير التى أستبعدت من جميع المواقع و دخل الطرفان في حرب أهليه افضت الى نزوح معظم قادة الاخيرة الى الشمال.
في الحلقة السابقة تحدث محمد سالم باسندوه وزير الخارجية اليمني السابق عن الصراع الخفي بين البعث والناصريين على دعم الثورة في اليمن الجنوبي وروى كيف ان مصر ألغت منحة دراسية لاربعين طالبا يمنيا من حزبه لمجرد وجود مخاوف من انتماءات الحزب البعثية وكيف ذهب الى بغداد للحصول على منحة لنفس الطلاب غير ان طالبين منهما رفضا مغادرة القاهرة هما علي سالم البيض رئيس اليمن الجنوبي فيما بعد وحيدر ابوبكر العطاس الذي تولى منصب رئيس الوزراء.
في هذه الحلقة يروي كيفية اندماج عدد من الحركات لتأسيس جبهة التحرير.
ـ كيف تأسست (جبهة التحرير)؟
ـ بعد نزوحي إلى تعز بأسبوع، أو ربما أسبوعين، توجهنا- السلطان احمد عبدالله الفضلي، وأنا- إلى القاهرة في طريقنا إلى الأمم المتحدة من أجل تمثيل (منظمة التحرير) أمام (اللجنة الرابعة)- أو (لجنة الوصاية) كما تدعى أيضاً- -ممُُّّيٍٍُ ِيوَّممَُِّّّْش التابعة للجمعية العامة، أثناء مناقشة قضية الجنوب المحتل ـ (الجنوب العربي المحتل) كما كان يطلق عليه في المنظمة الدولية.. وعشية سفرنا إلى نيويورك عبر روما، دعا عزت سليمان كلاً من الأخوين قحطان الشعبي، وسيف الضالعي وفد (الجبهة القومية)، والأخوين عبدالقوي مكاوي، وخليفة عبدالله خليفة وفد (حكومة عدن المقالة)، ووفد (منظمة التحرير)- السلطان احمد الفضلي، وأنا- إلى اجتماع في (فندق سميراميس) القديم.. وحضر الاجتماع أيضاً الدكتور سيد نوفل- نائب أمين عام (جامعة الدول العربية) للشئون السياسية حينها..
ولم يدع نائب رئيس المخابرات العامة وفد الرابطة الأخوين محمد علي الجفري، وشيخان الحبشي الذي كان هو الآخر يتهيأ للتوجه إلى الأمم المتحدة، ما كاد النقاش يتطرق إلى رئاسة الوفد الموحد حتى أخذ الخلاف يظهر بين نائب رئيس المخابرات العامة وبين أمين عام (الجبهة القومية)، إذ اقترح الأول أن يتولى رئاسة الوفد الأخ المكاوي (نظراً لما أكسبه مرسوم ملكة بريطانيا الذي كان قد قضى بإقالة حكومته من عطف دولي، ومن شهرة واسعة، خاصة وأن ذلك المرسوم لم يكن قد مضى على صدوره سوى عدة أسابيع) والأخ قحطان الشعبي ظل مصراً على أن تكون رئاسة الوفد ل(الجبهة القومية) باعتبارها التي تقود الثورة المسلحة، وتقدم أسخى التضحيات الخ، وسانده في موقفه رفيقه الأخ سيف الضالعي بينما تدخل نائب أمين عام (الجامعة العربية) لاقناع الأخوين قحطان، وسيف الضالعي على أساس (أن الأمم المتحدة هي ساحة سياسية، وليست ميدان قتال)، وأن المكاوي واجهة سياسية مقبولة لدى الرأي العام الدولي، لكنهما واليا مطالبتهما بأن تكون الرئاسة لتنظيمها.. وحيال ذلك، دخل عزت سليمان والأخ قحطان الشعبي في أخذ ورد حتى إحتدم الجدل بينهما، ولكن دون نتيجة مما حدا بالأول إلى القول: (يبدو أنك يا قحطان ترفض نصيحة مصر ناسياً دورها في تبني «الجبهة القومية»، وفي تمكينها من الوقوف على رجليها.. وعلى كل حال، إذهب أنت وزميلك كوفد مستقل.. وإن شاء الله حنشوف من ينتصر).. ورغم ذلك، لم يعدل الأخوان الشعبي، والضالعي من إصرارهما على موقفهما.. فغادرا القاعة للتو في حين قام عزت سليمان بإعطائنا المكاوي، وخليفة، واحمد الفضلي، وأنا تذاكر السفر، وبدل السفر كي نستقل الطائرة في الغداة، بعد أن أعرب عن تمنياته لنا بالتوفيق في مهمتنا..
ولعل ما حدث ليلتئذ كان قد حدا بالمخابرات العامة إلى الشروع في التفكير في إيجاد تنظيم جديد على أمل أن يحل محل (الجبهة القومية)، فراحت تخطط لذلك ريثما قامت بإقناع بعض القياديين في الأخير بالموافقة على الاندماج مع (منظمة التحرير) في إطار (جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل) التي جاء قيامها حصيلة محادثات جرت في تعز بين الأخ علي احمد ناصر السلامي كممثل ل(الجبهة القومية) وبين الأخ عبدالله الأصنج كممثل عن (منظمة التحرير)، وتولى (الجهاز العربي) رعاية تلك المحادثات التي دارت بصورة سرية دون علم، أو مشاركة معظم قادة (الجبهة القومية)، وقواعد ها وفي الساعة الثامنة من مساء يوم 13 يناير عام 1966م فيما كان شهر رمضان المبارك قد أهل على المسلمين، قام عبدالله محمد شمسان الذي كان يعمل حينها مع حسن العزي كمذيعين في (إذاعة تعز) التي كانت تتولى بث أخبار معارك القتال، والعمليات الفدائية ضد القوات البريطانية، والمتعاونين معها في الجنوب، بقراءة بيان ينص على أن (الجبهة القومية) و(منظمة التحرير) قد اتفقتا على الاندماج معاً في تنظيم واحد تقرر أن يطلق عليه اسم (جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل)، وكان البيان يحمل توقيعي الأخوين الأصنج والسلامي.. فإذا بإعلان هذا الاتفاق يثير ردود أفعال غاضبة في صفوف غالبية قادة (الجبهة القومية)، وتشكيلاتها المختلفة التي فوجئت بالأمر، واعتبرته قسرياً وغير شرعي.. و لم أكن في تعز، استمر معارضو الدمج من قادة وقواعد (الجبهة القومية) في التعبير عن رفضهم طيلة أسابيع فيما ظل (الجهاز العربي) يعمل على استقطاب التأييد ل(جبهة التحرير) مستخدماً نفوذه وإمكانياته.. وفي تلك الأثناء قامت قيادة (حركة القوميين العرب) بالتواصل مع المسئولين في مصر معربة عن استيائها من الدور الذي قامت به المخابرات العامة في فرض ذلك الدمج من وراء الكواليس، دون علم وموافقة قيادة وقواعد (الجبهة القومية).. فما لبث ان جاء إلى تعز كل من أمين عام الحركة حينها الحكيم الدكتور جورج حبش و محسن ابراهيم، وهاني الهندي حتى يتحققوا من أن الدمج يحظى بموافقة بعض قادة (الجبهة القومية)، وبتأييد قطاع واسع من قواعدها، وكان عزت سليمان قد كلف بمرافقتهم.. وأثناء زيارتهم لتعز، قامت فيها مظاهرة شعبية ضمت العديد من مؤيدي الدمج، ومئات من الطلبة الناصريين..
ورغم أننا- الأخ الأصنج وأنا- لم نشارك فيها، إلا أننا تولينا إعداد بعض اليافطات التي رفعت فيها، والتي حملت بعض الشعارات المنددة بـ (حركة القوميين العرب)، والحزبية عموماً، والمناهضة لكل من الدكتور جورج حبش، و ميشيل عفلق أمين عام (حزب البعث) برغم أن بعض البعثيين اليمنيين كانوا متعاونين معنا، وعلى رأسهم سلطان أمين القرشي..
ـ الآن كيف ترى في ذلك الدمج، والطريقة التي تم بها بعد أن مر عليه أربعة عقود؟ ـ ما من شك في أنه ما كان ليتم ويستمر لولا أن المخابرات العامة المصرية، و(الجهاز العربي) التابع لها ارادا له أن يتحقق ويبقى، لكن العملية طبخت ونفذت من خلف ظهر غالبية قيادة (الجبهة القومية)، وقواعدها التي لم يكن لها علم مسبق بها، ولا كان لها رأي فيها حتى ليمكن القول بأنها كانت أمراً قضي بليل.
غير أن معارضي الدمج ما فتئوا شهرين، أو ربما أكثر أو أقل قليلاً حتى عدلوا عن موقفهم الرافض، وقبلوا بتجميد اسم (الجبهة القومية)، وعدم الإبقاء عليها كتنظيم في العلن ولو من خلال إصدار أية منشورات، أو بلاغات عسكرية تحمل توقيعها فيما ظلت وسائل الإعلام المصرية واليمنية ـ في الشمال ـ تفرض حظراً على نشر أو إذاعة أي شيء عنها منذ الدمج.. لكن ما من شك في أنهم أبقوا على تماسك، أطرهم التنظيمية، وقاموا بإعادة بنائها، وترتيب أوضاعهم، واستأنفوا نشاطهم العسكري والفدائي بصورة مستقلة عن (جبهة التحرير)..
وكان (الجهاز العربي) قد قام بقطع مساعداته المالية والعسكرية عن مجاميعهم من المقاتلين والفدائيين التي عارضت الدمج، ورفضت الإنضواء تحت لواء (جبهة التحرير) في محاولة منه للضغط عليها حتى تتخلى عن موقفها.. فراحت قياداتها تراجع المسئولين في ذلك الجهاز حول إعتماداتها المجمدة، لكنهم أحالوها إلى قيادة (جبهة التحرير).. فعقد أكثر من إجتماع بين الأخوين عبدالله الأصنج، وعلي السلامي وبين الأخوين علي احمد ناصر عنتر، وصالح مصلح قاسم- قائدي مجاميع المقاتلين المعارضين للدمج في جبهتي (الضالع) و(الشعيب) لبحث موضوع تلك الاعتمادات.. لكن ما ان قام (الجهاز العربي) بصرف إعتمادات بعض الأشهر، إلا أنه ما لبث أن توقف عن دفع هذه الاعتمادات بعدئذ.. ومع ذلك بقيت تلك المجاميع تعتمد على نفسها دون أن تتخلى عن موقفها إلى أن عاودت (الجبهة القومية) ظهورها علناً في أواخر شهر نوفمبر عام 1966م من خلال (مؤتمر حمر) الذي عقده عدد من قادتها ونشطائها..
ـ لكن.. هل إنشق كثير من مجاميع مقاتلي وفدائيي (الجبهة القومية)، وانضموا إلى (جبهة التحرير)؟ ـ طبعاً حدثت انشقاقات في صفوف مقاتلي عدد من الجبهات، إذ إنضم إلى (جبهة التحرير) كثيرون من (جبهة ردفان)، والبعض من (جبهة الضالع)، و(جبهة الحواشب)، و(جبهة الصبيحة)، و(جبهة حالمين)، و(جبهة الشعيب)، و(جبهة يافع)، وغيرها من الجبهات.. ونفس الشيء حدث في (جبهة عدن) حيث إنفصل العديد من الفدائيين من (الجبهة القومية)، وقاموا بعدئذ بإنشاء (التنظيم الشعبي للقوى الثورية لجبهة التحرير) الذي ضم في إطاره كل العناصر الناصرية من مختلف الجبهات.. وقد إضطلع هذا التنظيم بدور كبير في العمل المسلح، سيما في عدن والضالع منذ قيامه وحتى أوائل شهر نوفمبر عام 1967م حين نجحت (الجبهة القومية) في حسم الجولة الثانية من الحرب الأهلية في عدن لصالحها.. غير أنه لم يكن يخضع لقيادة (جبهة التحرير)، وإنما كان مرتبطاً مباشرة بـ (الجهاز العربي)..
ـ من شارك في (جبهة التحرير) من الوجوه القيادية البارزة في (الجبهة القومية) عدا علي السلامي، وطه مقبل، وسالم زين محمد؟ ـ كان هناك أيضاً عبدالفتاح اسماعيل، و سيف احمد صالح الضالعي بالإضافة إلى أولئك الأخوة الثلاثة الذين ساهموا في الدمج، وأيدوه، ذلك لأن (الجبهة القومية) كان لها خمسة مقاعد في قيادة (جبهة التحرير)، ونفس الشيء كان ل(منظمة التحرير) التي تمثلت بكل من الأخوة عبدالله الأصنج، وعبدالله علي عبيد الذي كان من أبرز قادة الحركة النقابية، ومن خيرة العناصر الوطنية الشريفة، وأخد قادة (حزب الشعب الاشتراكي)، وأنا، بالإضافة إلى السلطان احمد عبدالله الفضلي، والأمير جعبل بن حسين العوذلي اللذين ما لبثا بضعة أشهر حتى أقصيا من (جبهة التحرير)، و عبدالله محمد المجعلي الذي لم يمهله الأجل المحتوم طويلاً، إذ قضى نحبه في حادث مروري على طريق صنعاء - وتعز فور عودته من القاهرة إلى جانب عبدالقوي مكاوي الذي وقع عليه الاختيار ليكون أميناً عاماً باعتباره مستقلاً..
غير أن الأخوين عبدالفتاح اسماعيل، وسيف الضالعي لم ينضما إلى قيادة (جبهة التحرير) فور قيامها بسبب عدم موافقتهما على عملية الدمج إلى حين.. وكان الأول قد دُعي من عدن إلى تعز من قبل الأخوة علي السلامي، وطه مقبل، وسالم زين بعد الدمج مباشرة.. ولدى مجيئه إلى تعز، حضر هو ورفاقه الثلاثة معنا- عبدالله علي عبيد، وأنا- مأدبة إفطار وعشاء أقامها لنا جميعاً سعيد محمد الحكيمي
وخلال هذه المأدبة تطرق الحديث بيننا وبينه إلى موضوع الدمج، لكنه لم يفصح عن موقفه لا بالموافقة أو الرفض.. وكانت هذه أول مرة تعرفت فيها عليه شخصياً برغم مزاملتي لشقيقه الأكبرعبدالجليل اسماعيل أثناء مرحلة الدراسة في عدن.. لكنه ما لبث أسابيع حتى عاد إلى تعز مرة أخرى، وإشترك معنا في جلسة من جلسات قيادة (جبهة التحرير) أما سيف الضالعي، فقد بقى في عدن إلى أن جاء إلى القاهرة بعد عدة شهور، ثم ما لبث أن سافر معنا- عبدالقوي مكاوي، وأنا- في شهر أكتوبر عام1966م إلى نيويورك لتمثيل (جبهة التحرير) عند قيام اللجنة الرابعة المتفرعة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية الحادية والعشرين بمناقشة قضية الجنوب اليمني المحتل.. وإثر عودتنا من هناك إلى مصر، إنسحب هو عبدالفتاح من (جبهة التحرير)، وإنضما إلى (الجبهة القومية) التي كانت قد أعلنت قيامها من جديد بموجب مقررات (مؤتمر حمر) الذي عقده عدد من معارضي الدمج من قادتها وكوادرها يوم 25 نوفمبر عامئذ..
كما أن علي سالم البيض كان قد التحق لفترة قصيرة بالمكتب المالي ل(جبهة التحرير) الذي كان يراسه علي السلامي، ثم ترك العمل فيه
ـ كيف سارت الأمور بين الجبهتين منذئذ؟
ـ بدأ التنافس بينهما يشتد تدريجياً، إذ راحت (الجبهة القومية) تشق طريقها بوتائر متسارعة مستفيدة من تماسك بنيتها التنظيمية التي قامت بتطويرها طيلة الشهور المنصرمة منذ يناير وحتى نوفمبر من العام نفسه 1966م ثم ما لبثت أن انتهزت فرصة حلول الذكرى السنوية الثامنة والعشرين بعد المائة لغزو وإحتلال البريطانيين لعدن في 19 يناير عام 1938م، فدعت إلى إضراب عام، وتنظيم مسيرات شعبية، وتكثيف العمليات الفدائية بهذه المناسبة داخل مدينة عدن في سياق سعيها إلى إشهار وجودها، وإثبات قدرتها على استرداد مكانتها من جديد على الصعيد الجماهيري.. وقد نجحت في ذلك لدرجة أحست معها قيادة (جبهة التحرير) بخطورة ظهورها عليها..
إزاء ذلك، قررت قيادة (جبهة التحرير) إنتهاز فرصة حلول الذكرى السنوية الثامنة لتأسيس (الاتحاد الفيدرالي للجنوب العربي) في 11 فبراير عام 1959م للقيام بتحرك مماثل، فدعت إلى إضراب عام، وإلى خروج مسيرات جماهيرية، وإلى تصعيد العمليات الفدائية داخل عدن
وخلال وجودي في عدن، تعرضت للاعتقال بعد اجتماعي بمنزل هاشم الجاوي مع عدد من قادة وكوادر تنظيمنا الفدائي كنت معتقلاً في (سجن رأس مربط) حيث بقيت لعدة أيام ريثما قامت سلطات الاحتلال البريطاني بترحيلي على إحدى طائرات (خطوط عدن الجوية) التجارية مع بعض الركاب القاصدين أسمرا والخرطوم.. وجاء قرار إبعادي إلى الخارج بناء على جهود بذلها الدكتور عبدالرحمن البزاز رئيس وزراء العراق حينها، ووزير خارجية العراق حينها الدكتور عدنان الباجه جي، بالإضافة إلى جهود عدد من الدول العربية الأخرى من ناحية، ونظراً لأن المندوب السامي البريطاني ـ ريتشارد ترنبول كما ذكر في إحدى رسائله إلى وزارة الخارجية في لندن كان يخشى من أن يثير نقلي إلى (سجن المنصورة) مشاعر المعتقلين الوطنيين فيه، ورأى إن إطلاق سراحي وإبعادي إلى الخارج سيجعلني محل شبهة، وسيحرمني من الظهور بمظهر بطل من ناحية أخرى المهم ظل الصراع بين الجبهتين يستعر باستمرار من جراء إزدياد الاغتيالات الفردية المتبادلة التي راح ضحيتها عدد من اعضائهما وأنصارهما منذ أوائل شهر أبريل عام 1967م فيما كانت (بعثة تقصي الحقائق) الموفدة من الأمم المتحدة تزور عدن.. فما لبث هذا الصراع أن بلغ ذروته في شهر سبتمبر، حين إندلع قتال بينهما في عدن، لكن سرعان ما نجحت مساعي الوسطاء في إخماده.. إثرئذ دعت مصر قيادتي الجبهتين إلى إرسال وفدين منهما إلى القاهرة من أجل عقد محادثات من أجل تحقيق الوحدة الوطنية تحت رعاية الرئيس جمال عبدالناصر حتى يتأتى لهما تشكيل وفد مشترك للتفاوض مع الحكومة البريطانية حول الاستقلال قبل حلول يوم 9 يناير عام 1968م قبل تقديم هذا الموعد بعدئذ بموجب إعلان الأخيرة.
ولدى إكتمال وصول الوفدين إلى القاهرة في شهر اكتوبر، قام أمين هويدي- رئيس المخابرات العامة وزير الحربية- بافتتاح أولى جلسات محادثاتهما، نيابة عن الرئيس عبدالناصر، في شقة من شقق إحدى العمارات المطلة على النيل بحي الزمالك.. ثم والى الوفدان اجتماعاتهما بانتظام على مدى ثلاثة أسابيع توصلا خلالها إلى اتفاق على أهم القضايا بما في ذلك تشكيل (مجلس رئاسة) و(حكومة ائتلافية) بالتعادل.. ومن أجل طمأنة المواطنين في الداخل، وإخطارهما بأن المحادثات الجارية بين وفدي قيادتي الجبهتين في مصر قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق الاتفاق، قام الوفدان بإصدار بيان بهذا الصدد يوم 1 نوفمبر، فتولت وسائل الإعلام المصرية بثه ونشره.. لكن ما لبث وزير الخارجية البريطاني- جورج براون- أن أدلى في اليوم التالي، أمام مجلس العموم ببيان أعلن فيه بأن حكومة بلاده قررت «أن يتم استقلال (الجنوب العربي)» وفقاً للتسمية التي كانت تستخدمها «في النصف الثاني من شهر نوفمبر على أن يعلن في منتصفه التاريخ الدقيق للاستقلال والانسحاب» بدلاً من الموعد الذي كان محدداً من قبل، مبرراً هذا الاستعجال بـ «أن الانسحاب المبكر سوف يقلل من خطورة تعرض القوات البريطانية للتورط، وتكبد أية إصابات من جراء أي عنف يستجد ضدها من قبل الفصائل الجنوبية، أو أي عنف يحدث فيما بينها»، ثم استطرد موضحاً مواقف حكومته من بعض المواضيع الأخرى.. وكان الهدف من وراء تقديم موعد الاستقلال هو الضغط على وفدي الجبهتين حتى يتعذر عليهما مواصلة محادثاتهما لوقت كاف إلى أن يستكملا بحث بقية القضايا، ويتفقا عليها.
وفجأة نشب إقتتال بين الجبهتين يومئذ في بلدة (الشيخ عثمان)، وفي إحدى ضواحي عدن (المنصورة)، فاستمر هذا الاقتتال الضاري حتى يوم الخامس من الشهر نفسه، فنجحت (الجبهة القومية) في حسمه لصالحها.. حينها أعلن المندوب السامي البريطاني- همفري تريفليان- الذي كان قد عين لتولي هذا المنصب في شهر يوليو من العام نفسه، بعد أن كان قد تقاعد عن الخدمة. بعد أن عمل من قبل كسفير لبلاده في موسكو، والقاهرة، وبغداد، إعترافه ب(الجبهة القومية) ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب في الجنوب مما حدا بوفدها إلى الانسحاب من المحادثات التي كانت تجري في القاهرة، والتوجه إلى بيروت في طريقه إلى جنيف للتفاوض مع وفد من الحكومة البريطانية برئاسة اللورد شاكلتون- وزير الدولة المسئول عن ملف الجنوب حينها..
ـ هل اشتركت في تلك المحادثات؟ وكيف كان شعورك حيال ذلك؟ ـ نعم كنت ضمن وفد (جبهة التحرير).. وكان من الطبيعي أن اشعر بالأسى، إذ وجدتني أفكر، كغيري من زملائي، في المستقبل الذي ينتظرنا، وفي أحوال زملائنا في المنطقة ومصائرهم..
انفراد بالسلطة
ـ دعنا الآن ننتقل إلى المرحلة التالية منذ تفرد (الجبهة القومية) بالسلطة في الجنوب.. فهل لك أن تحدثنا عنها بإيجاز؟ ـ فور إنفضاض تلك المحادثات على ذلك النحو، طرت إلى صنعاء، ثم توجهت منها براً إلى تعز فيما كان قد مر على قيام حركة الخامس من نوفمبر 1967م في شمال الوطن بضعة أيام فقط.. وكانت تتدفق على تعز جحافل من فدائيي ومقاتلي (جبهة التحرير) قادمة من عدن بعد أن انتهى القتال فيها باستيلاء (الجبهة القومية) عليها.. فأخذ بعضهم يصبون جام غضبهم على قيادة (جبهة التحرير) محملينها المسئولية عن الهزيمة التي منيوا بها، ومنيت هي معهم بها، بل كادوا يقومون بالاعتداء علي، بعد أن اقتحموا مقر (جبهة التحرير)، واعتقلوا هاشم عمر إسماعيل فيه، لولا أن هب الوالد الشيخ محمد صالح الضمبري ونصر بن سيف بإحضار قوة من (جيش التحرير) الذي كان يرابط في (الحوبان)- إحدى ضواحي مدينة تعز، توليت مع الزميل محمد راجح الذي كان يقوم على حراسة الشقة التي كنا نقيم بها مهمة التصدي لهم، وإستعادة مقر (جبهة التحرير)، وإطلاق سراح الأخ هاشم عمر اسماعيل.. فانتهى الأمر دون حدوث ما لا يحمد عقباه..
ثم عاد عبدالله الأصنج من القاهرة إلى تعز حيث بقينا لعامين أو ربما لأكثر من ذلك بقليل إلى أن انتقلنا إلى صنعاء لنقيم فيها.. ومنذئذ بقيت فيها حتى الآن..
ـ لما كنت قد عايشت مسار العلاقات بين نظام الحكم في الشطر الشمالي وبين نظام الحكم في الشطر الجنوبي منذ الاستقلال، فهل لك أن تحدثنا عن ذلك؟
ـ قبل الإجابة عن سؤالك، أود الإشارة إلى أن من المفارقات العجيبة أن الشطرين شهدا في شهر نوفمبر عام 1967م احداثاً متزامنة، إذ أن إنتهاء الاقتتال بين الجبهتين- (القومية والتحرير)- في عدن توافق يومئذ مع قيام حركة الخامس من نوفمبر في صنعاء فيما تزامن رحيل آخر جندي مصري من الحديدة مع جلاء آخر جندي بريطاني من عدن، وإعلان استقلال الشطر الجنوبي يوم 30 نوفمبر عامئذ.. وبالرغم من أن تزامن تلك الوقائع في الشطرين حينها كان مجرد محض صدفة، إلا أنه من غير المستبعد أن الاقدار ربما لم تشأ لليمن المشطور أن يستعيد وحدته فورئذ، أو حتى خلال السنوات التالية نظراً لأن الحكم في الشمال آل إلى سلطة تضم عناصر من (حزب البعث)، وبعض المتعاطفين معه بينما آل الحكم في الجنوب إلى سلطة ينتمي معظم رموزها إلى (حركة القوميين العرب) في وقت كان الصراع فيه بين ذينكما التنظيمين العربيين على أشده، وبالتالي كان من الطبيعي أن ينعكس ذلك على العلاقات بين الشطرين لدرجة أصبح من الصعب معها قيام أي تعاون، أو تنسيق وثيق بينهما بدليل أنه ما كاد يمر بعض الوقت حتى أخذ التوتر يعتري علاقاتهما من حين إلى آخر.. وكان كلما شاب الأجواء بينهما توتر، كانت أسهم المعارضين للحكم في الجنوب تزدهر، وأسهم المعارضين للحكم في الشمال تزدهر هي الأخرى، ثم ما تلبث أسهم المعارضين تنخفض من جديد ـ هنا وهناك ـ كلما تحسنت العلاقات.. ولعل شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني كان قد شق عليه معاناة تلك المجاميع النازحة من الجنوب إلى الشمال، أو من الشمال إلى الجنوب بسبب مواقفهم السياسية مثلما كان يشق عليه أيضاً شتات الكثير من أبناء وطنه في المهاجر، فراح يصف تلك الحال من الغربة داخل الوطن وخارجه في إحدى قصائده بقوله: (جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن
يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمن)..
وعلى مدى عقدين ونيف، توالت الأزمات والصراعات سواء في كل من الشطرين، أو بين الشطرين على فترات متقطعة فيما خاضا حربين، كانت الأولى في عام 1972م والثانية في عام 1979م.. وكلما كانت تنشب أزمة في احدهما، كان يتم احتواؤها، أو تجاوزها عبر إفتعال أزمة مع الشطر الآخر.. وكلما كانت تندلع بينهما أزمة، أو حرب كانت ما أن تهدأ، أو تنتهي حتى يبدأ الشطران جولة جديدة من المحادثات بهدف الدخول في وحدة دون أن تسفر كل تلك الجولات المتعددة عن قيام دولة الوحدة حتى تحقق هذا الهدف الوطني الأسمى يوم 22 مايو 1990م على أيدي قيادتي الشطرين بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح، وأمين عام (الحزب الاشتراكي) حينها- علي سالم البيض.. وبالرغم من قيامها بصورة طوعية، فإن هذه الدولة الموحدة ما كاد يمر على ولادتها بضع سنوات حتى كادت تعصف بها أزمة طاحنة ما لبثت أن توجت بحرب دامية لولا أن لطف الله باليمن، وكتب لوحدته البقاء..
وبالرغم من مضي أكثر من ثلاث عشرة سنة على قيام دولة الوحدة، وما يقرب من عقد على نهاية تلك الحرب المأساوية، فإن ترسيخ الوحدة الوطنية يتطلب القيام بإصلاح الوضع العام وفق خطة استراتيجية متكاملة تستهدف تصحيح الممارسات الخاطئة، وإستئصال كافة السلبيات، وتفعيل سيادة النظام والقانون، وتعزيز دور المؤسسات، والقضاء على الفساد المستشري، والتسيب الإداري والأمني المتزايد من خلال تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وتحقيق العدل والمساواة بما يكفل تكريس الشعور بالانتماء الوطني، واجتثاث رواسب الانتماءات الضيقة- سواء الطائفية، أو الشطرية، أو المناطقية، أو القبلية- التي عادت إلى الظهور، وأخذت في الانتشار للأسف الشديد.. ـ ما هي أول حقيبة وزارية تقلدتها؟
ـ كنت قد عينت أول مرة في أواخر عهد الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني وزيراً للعمل والشئون الاجتماعية والشباب في الحكومة التي تولى رئاستها الأخ الدكتور حسن مكي في الشطر الشمالي، والتي أعلن عن تشكيلها يوم 3 مارس عام 1974م.. وكانت تلك هي المرة الأولى التي تنشأ فيها وزارة للعمل والشئون الاجتماعية والشباب، إذ كانت توجد من قبل مصلحة للشئون الاجتماعية والعمل، ومجلس أعلى للشباب.. لكن لم تعمر تلك الحكومة سوى ثلاثة أشهر وعشرة أيام، إذ جاءت حركة 13 يونيو عام 1974م بقيادة العقيد ابراهيم محمد الحمدي لتطيح بها، فكلف محسن العيني بتشكيل حكومة جديدة استمرت حتى شهر يناير عام 1975م حين تقدم باستقالته..
فقام الرئيس ابراهيم الحمدي بتكليف عبدالعزيز عبدالغني بتأليف حكومة أخرى يوم 23 يناير عامئذ، كما قام بتعييني مستشاراً سياسياً لرئيس مجلس القيادة ووزير دولة.. فبقيت في هذا الموقع حتى شهر أبريل عام 1976م حين تم تعييني وزيراً للتنمية رئيساً للجهاز المركزي للتخطيط.. وإثر استشهاد الرئيس الحمدي، قام عبدالعزيز عبدالغني بتشكيل حكومته الثانية فاحتفظت فيها بنفس المنصب الوزاري.. وبقيت وزيراً للتخطيط طيلة عهد الرئيس الراحل العقيد احمد حسين الغشمي، كما ظللت في الموقع نفسه بعد تسلم الرئيس علي عبدالله صالح سدة الحكم إلى أن عينت بموجب تعديل حكومي يوم 30 أكتوبر عام 1978م، وزيراً للإعلام والثقافة- حتى 20 مارس عام 1979م.. ثم أصبحت عضواً في (المجلس الاستشاري) إلى أن عينني الرئيس في فبراير عام 1985م مندوباً دائماً للشطر الشمالي- (الجمهورية العربية اليمنية) سابقاً- لدى الأمم المتحدة.. وبناء على طلبي بإعفائي من الاستمرار في شغل ذلك الموقع الدبلوماسي، تفضل الرئيس فعينني في يونيو عام 1988م عضواً في (المجلس الاستشاري)، وعضواً في (مجلس الشورى) أيضاً..


No comments: