Sunday, May 18, 2014


كتاب الفرج بعد الشدة


- المؤلف: القاضي أبو علي المحسن بن أبي القاسم التنوخي (327 - 384هـ)
- المحقق: ـــــ (الأصل مأخوذ عن نسخة خطية محفوظة بدار الكتب المصرية)
- الناشر: مكتبة الخانجي
- الطبعة: الثانية - 1415هـ / 1994م
- عدد الأجزاء: 2 في مجلد واحد
ولد بالبصرة عام 327 هـ . وتوفي ببغداد عام 348 هـ عاش في أوج القرن الرابع الهجري الذي يعتبر قمة النضج والإزدهار للثقافة العربية ، والفكر العربي في شتى اتجاهاته .
( الكتاب من انتقاء وترتيب ودراسة د . محمد حسن عبدالله ) .
يقول التنوخي في مقدمة كتابه: أما بعد ، فأني لما رأيت أبناء الدنيا متقلبين فيها ، بين خير وشر ، ونفع وضر ، ولم أر لهم في أيام الرخاء ، أنفع من الشكر والثناء ، ولا في أيام البلاء أنجع من الصبر والدعاء ، لأن من جعل الله عمره أطول من عمر محنته ، فإنه سيكشفها عنه بتطوّله ورأفته ، فيصير ماهو فيه من الأذى ، كما قال من مضى :
الغمرات ثم ينجلينا
ثمت يذهبن ولايجينا .

يقول د . محمد حسن عبدالله عن تجربة القاضي التنوخي الشخصية : سنشعر ـ حين نقرأ الكتاب ـ بالاندماج الحميم ، والتفاعل الحاد بين المؤلف والحياة العامة في عصره ، وقد لايتفق هذا تماما مع العمل القضائي ، الذي يتطلب فيما يتطلب قدرا من العزلة ، عن الحياة العامة ، والتحلي بالوقار ، والتزام الجد في الكتابة والحديث .
غلبت فيه أخلاق القاضي ، وكانت عضويته في حاشية الأمير الفارسي المتغلب ، تتجاوب وطبائع رجل المسامرة والفن ، أكثر مما تناسب القاضي أو الفقيه .
وبعبارة أخرى : لو أن القاضي التنوخي لايملك رغبة عميقة في تذوق مباهج الدنيا ومشاهدة مسراتها ، ما استطاع عضد الدولة حمله على شهود مجالس سمره .
ويواصل الدكتور محمد حسن عبدالله عن القاضي التنوخي قائلا : إننا لانفكر في إدانة أو تبرئة ، وكل مانود قوله ، إن ( الفنان ) تغلب على ( القاضي ) وأن هذا يفسر ماتحمل قصص ( الفرج بعد الشدة ) من دلالات وبراهين على اتساع الأفق ، والقدرة على الغفران ، والحدب على الضعف الإنساني ، ورفض التزمت والعنف ، وهذا كله يؤكد امتلاء وجدانه بشعور الفنان ، واستنارة بصيرته ، ويرى أن الأخلاق ليست شرطا للفن الجميل ، وأن الوعظ يفسد التصوير الأدبي ، كما يفسد الصدق الفني
الكتاب يحوي على العديد من المواقف الطريفة والنادرة والحكايات الشيقة ، والغريبة ، منها حكاية ( الجميلة المتوحشة ) التي ترتدي جلد ذئب وتخرج في الليل تنبش القبور ، أحداثها طويلة ومشوقة ، ولم يكتشف أمرها سوى عابر سبيل


استخرج التنوخي كتابه هذا من كتابه الضخم نشوار المحاضرة، وكان قد بدأ بجمع النشوار سنة 360هـ ثم اقتطع منه سنة 373 مجموعة من القصص، تتعلق بمن ابتلي بمحنة ثم سري عنه، وضمها إلى قصص أخرى نقلها من الكتب، وسماها (الفرج بعد الشدة). وبناها على (14) بابا أولها: فيما ورد في القرآن من ذلك. والثاني: فيما جاء في الأخبار والآثار . والثالث: فيمن نجا بقول أو دعاء. والرابع: فيمن استعطف غضب السلطان بلين القول. والخامس: فيمن خرج من حبس أو أسر أو اعتقال. والسادس: فيمن فارق شدة إلى رخاء بعد رؤيا رآها. والسابع: فيمن استنقذ من ضيق وخناق. والثامن: فيمن خلص من القتل، والتاسع: فيمن نجا من حيوان مهلك. والعاشر: فيمن عافاه الله من مرضه بأيسر سبب. والحادي عشر: فيمن امتحن من لصوص بسرق أو قطع. الثاني عشر: فيمن ألجأه الخوف إلى الهرب، الثالث عشر: فيمن نالته شدة في هواه، فكشفها الله عنها وملكه من يهواه. وجعل الأخير منها في ملح الأشعار المتصلة بأبواب الكتاب. وأشار في مقدمته إلى أن أول من سمى كتاباً بهذا العنوان هو أبو الحسن المدائني
ومن نوادره رسالة أبي سعيد الجنابي إلى المعتضد، وما جرى للوزير الجرجاني مع عجيف القائد، وقصة رجل من البحرين امتهن صيد الفيلة لجمع أنيابها وجلودها، واللص الكردي الأمير ابن سيار وقوله لمن عفا عنه: أما قرأت ما ذكره الجاحظ في كتاب اللصوص. وخبر سيف الدولة مع بغاء حلب (الناظري). وامتحان من ادعى أنه من بني فاطمة بإلقائه إلى السباع، لأن لحومهم محرمة على السباع. وقصة العلوية المزمنة، قال: وآخر معرفتي بخبرها سنة 373هـ. مما يدل أنه ألف الكتاب بعد هذا التاريخ


له من الكتب
1 - نشوار المحاضرة من نوادر كتب الأخبار والأسمار العربية في سياقها ومراميها، قضى التنوخي في تأليفه عشرين عاماً، وأخرجه في أحد عشر مجلداً، واشترط على نفسه فيه ألا يضمنه شيئاً نقله من كتاب، وعرّفه بأنه كتاب يشتمل على ما تناثر من أفواه الرجال، وما دار بينهم في المجالس، لذلك سماه نشوار المحاضرة، لأن النشوار: ما يظهر من كلام حسن وله كتاب اخر اسمه
2 - المستجاد من فعلات الأجواد من مشاهير الكتب المؤلفة في أخبار طبقة من الناس. كالبخلاء للجاحظ، والأذكياء لابن الجوزي، وعقلاء المجانين للنيسابوري. وهو الكتاب الذي ألف ابن هيجون البلطي: صديق صلاح الدين ذيلاً عليه سماه: (المستزاد على المستجاد) قال محمد كرد علي في مقدمة نشرته للمستجاد، تموز 1946م ما ملخصه: (دخل أصل هذا الكتاب دار الكتب بدمشق منذ شهرين. وهي نسخة سقيمة العبارة، كتبت سنة 996هـ بالمدينة المنورة. وكان قد طبع لأول مرة في ألمانيا على الزنك سنة 1939م بعناية (إليو بولو) مشيراً إلى وجود (16) نسخة منه في مكتبات العالم. وهذه الطبعة تنقص عشرين خبراً من (150) خبراً حوتها مخطوطتنا، وعشرون جواباً من الأجوبة المصيبة، وعددها في نسختنا (64) جواباً. وفيها (9) أخبار ليست في نسختنا، يرجح أنها من إقحام النساخ، إذ لا صلة لها بالأجواد


علي السقاف جده

No comments: