Sunday, May 18, 2014

تاريخ الطبري ( تاريخ الأمم والملوك) ونقده
الإمام ابن جرير الطبري
المؤلف: الطبري، ابن جرير، أبو جعفر، محمد بن يزيد بن خالد الآملي، المتوفى 310 للهجرة/ 922 للميلاد.


طبع في جرايفسفلد بألمانيا سنة 1853 للميلاد/ 1270 للهجرة
وقد ترجمه إلى اللاتينية وحققه المستشرق الألماني كوزيجارتن. المتوفى 1862 للميلاد/ 1279 للهجرة.


كتاب "تاريخ الطبري" تاريخ "الرسل والملوك" أو الأمم والملوك من أهم كتب المصادر في مجال التاريخ إذ يعد أوفىعمل تاريخي بين مصنفات العرب أقامه مصنفه على منهج مرسوم، وساقه في طريق استقرائيشامل، بلغت فيه الرواية مبلغها من الثقة والأمانة، أكمل ما قام به المؤرخون قبله،كاليعقوبي والبلاذري، والواقدي، ومهد لمن جاء بعده كالمسعودي، وابن مسكويه وابنالأثير وابن خلدون ولم يقتصر على تاريخ الإسلام بل أرخ لما قبل الهجرة بل ابتدأ منالقول في ابتداء الخلق ما كان أوله.
بدأ أبو جعفر تاريخه بذكر الأدلة على حدوثالزمان، وأول ما خلق بعد ذلك القلم وما بعد ذلك شيئاً فشيئاً، على ما وردت بذلكالآثار، ثم ذكر آدم، وما كان بعده من أخبار الأنبياء والرسل، على ترتيب ذكرهم فيالتوراة، متعرضاً للحوادث التي وقعت في زمانهم، مفسراً ما ورد في القرآن الكريمبشأنهم، معرجاً على أخبار الملوك الذين عاصروهم وملوك الفرس، مع ذكر الأمم التيجاءت بعد الأنبياء حتى مبعث الرسول عليه السلام.


أما القسم الإسلامي فقدرتبه على الحوادث من عام الهجرة حتى سنة ثلاثمائة واثنين، وذكر في كل سنة ما وقعفيها من الأحداث المذكورة والأيام المشهورة. وترجع قيمة الكتاب إلى أنه قد استطاعأن يجمع بين دفتيه جميع المواد المودعة في كتب الحديث والتفسير واللغة والأدبوالسير والمغازي وتاريخ الأحداث والرجال ونصوص الشعر والخطب والعهود، ونسق بينهاتنسيقاً مناسباً، وعرضها عرضاً رائعاً رائقاً، ناسباً كل رواية إلى صاحبها، وكل رأيإلى قائله. كما أودع كتابه فصولاً صالحة ونتفاً متنوعة من متون الكتب التي أتتعليها عوادي الأيام. وأورد في أقوال العلماء ما لا نجده إلا في هذا الكتاب.


ومصادر الطبري في هذا التاريخ هي كل ما سبقه من المواد التي عرفها العرب منقبله وأخذ من كل متخصص في فنه، أخذ التفسير عن مجاهد وعرمة وغيرهما، ممن نقل عن ابنعباس، ونقل السيرة عن إبان عثمان وعروة بن الزبير وشرحبيل بن سعد وموسى بن عقبةوابن إسحاق، وروى أخبار الردة والفتوح عن سيف بن عمر الأسدي، حوادث يومي الجملوصفين عن أبي مخنف والمدائني، وتاريخ الأمويين عن عوانه بن الحكم وأخبار العباسيينمن كتب أحمد بن أبي خيثمة. وأخذ أخبار العرب قبل الإسلام من عبيد بن شرية الجرهميومحمد بن كعب القرظي ووهب بن منبه وأخبار الفرس من الترجمات العربية من كتب الفرسولا سيما ابن المقفع وابن الكلبي.


أما الطريقة التي سار عليها الطبري فيكتابه فهي طريقة المحدثين، والتي تتجلى بأن يذكر الحوادث المروية، ملحقاً إياهابالسند حتى يتصل بصحابه. لا يبدي في ذلك رأيا في معظم الأحيان، وهذه الطريقة التيسلكها في معظم الكتاب وفيما عدا ذلك ينقل من الكتب فيصرح باسم الكتاب أو ينقل عنالمؤلفين من غير تعيين الكتاب الذي نقل عنه.

يتبع ما تم من نقد على هذا الكتاب

علي السقاف جده

No comments: