Sunday, May 18, 2014


العلاقات الخليجية التركية 1973-1990م


صدر عن مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل وضمن سلسلة شؤون إقليمية وبالتعاون مع دار أبن الأثير للطباعة والنشر كتاب جديد بعنوان (العلاقات الخليجية التركية 1973-1990)، للمؤلف ميثاق خيرالله جلود، وتألف الكتاب من 314 صفحة.

والكتاب كما قال الدكتور ابراهيم خليل العلاف مدير مركز الدراسات الاقليمية في تقديمه للكتاب (يعد اضافة نوعية الى الدراسات العربية الخليجية) فهو يتناول حسب قول العلاف (عبر فصول أربعة مجريات هذه العلاقات ابتداءً من بواكيرها الاولى وحتى أوائل التسعينات من القرن الماضي)، مضيفاً (فهو لم يغفل عن البواكير الاولى للتوجهات العثمانية نحو الخليج العربي وطبيعة العلاقات الخليجية-التركية سواء الدبلوماسية أو السياسية)، كما أشار العلاف الى ان الكاتب (وقف على البعد الستراتيجي لهذه العلاقات وخاصة في الجانب المتعلق بالدور التركي ضمن الستراتيجية الامريكية وتأثيرات الحرب العراقية الايرانية ومشاريع تركيا المائية بالاضافة الى موقف تركيا من حرب الخليج الاولى والثانية).

وقال جلود في مقدمة كتابه عن سبب أهتمام الاوساط الاكاديمية العربية بدراسة العلاقات التركية مع الدول العربية (لان تركيا تتمتع بأهمية سياسية واقتصادية وجغرافية لها دورها في اجتذاب أغلب الدارسين للتاريخ الحديث والمعاصر... يزاد على ذلك الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها الدول الخليجية، واختلاف الباحثين في تحديد معالم سياسات هذه الدول المرتبطة بالاحداث الدولية لغناها النفطي وموقعها الجغرافي وعمقها الحضاري).
والكتاب يتألف من أربعة فصول، يتناول الفصل الاول مدخلاً تاريخياً للموضوع، وضم ايضا ثلاث مباحث، أستعرض الكاتب في المبحث الاول النشاط العثماني في الخليج العربي منذ بدايته وحتى نهاية الحرب العالمية الاولى عام 1918، من خلال تتبع النفوذ والسيطرة العثمانية على الخليج، فيما تناول المبحث الثاني العلاقات العربية-التركية بصورة عامة منذ نشوء الدولة التركية الحديثة حتى عام 1973، عن طريق تحديد نوع العلاقات والعوامل المؤثرة فيها كالأحلاف الغربية في المنطقة والقضية الفلسطينية، وتصدى المؤلف في المبحث الثالث الى إبراز العلاقات الخليجية مع الدولة التركية الحديثة حتى عام 1973 والتي ركزت في الكثير من جوانبها على المملكة العربية السعودية كون الدول الخليجية الأخرى نالت استقلالها بداية السبعينات بعد الانسحاب البريطاني من الخليج العربي عدا الكويت التي نالت استقلالها عام 1961.
وكرس المؤلف الفصل الثاني لعرض العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين تركيا ودول الخليج من خلال ثلاثة مباحث، تناول الأول العلاقات الدبلوماسية وتطورها والزيارات الرسمية المتبادلة وكذلك العوامل السياسية والاقليمية والدولية وتأثيراتها في سير العلاقات، يزاد على ذلك انعكاسها على تطور العلاقات الثقافية بين تركيا ودول الخليج العربي، وتناول المبحث الثاني تبيان دور الاسلام ومنظمة المؤتمر الاسلامي في تفعيل العلاقات وسعي تركيا للافادة من عضويتها في المؤتمر ورغبة دول الخليج في جذب تركيا أكثر فأكثر الى المؤسسات الاسلامية، فيما كرس المبحث الثالث لعرض موقف دول الخليج من قضايا تركيا والتي حددت بالقضيتين القبرصية والبلغارية.
أما الفصل الثالث فقد سلط المؤلف فيه الضوء على الابعاد الستراتيجية للعلاقات الخليجية-التركية من خلال خمسة مباحث، عالج في المبحث الاول التعاون الخليجي-التركي في المجال العسكري، فرصد الزيارات المتبادلة التي أثمرت عن تعاون في انتاج الاسلحة بخبرة تركية ورأسمال خليجي، كذلك صفقات بيع أسلحة تركية لدول الخليج، وأختص المبحث الثاني في عرض دور تركيا في الستراتيجية الامريكية في الخليج العربي من خلال قوة الانتشار السريع الامريكية وملابسات موقف تركيا ودول الخليج منها، أما المبحث الثالث فتناول الحرب العراقية-الايرانية من حيث موقف تركيا ودول الخليج منها، وسعيهم لايقافها وتأثيراتها فيهم بالسلب أو الايجاب، فيما ركز المبحث الرابع على الأمن المائي الخليجي ودوره في العلاقات من خلال مشروع أنابيب السلام التركي، وتناول في المبحث الخامس عرض موقف تركيا من أحداث الثاني من آب 1990 عندما اجتاحت القوات العراقية الكويت.
وحدد المؤلف في الفصل الرابع الذي قسمه الى مبحثين أهم معالم العلاقات الاقتصادية بين تركيا ودول الخليج، فتناول المبحث الاول عرض الاستثمارات المشتركة من شركات ومؤسسات وبنوك واستثمارات مالية وسياحية بالاضافة الى موضوع استثمار الايدي العاملة التركية في الخليج العربي، أما المبحث الثاني فاستعرض فيه المؤلف مستوى التجارة بين تركيا ودول الخليج العربي.
والجدير بالذكر ان الكتاب في الاصل كان رسالة ماجستير قدمها الكاتب الى قسم التاريخ في كلية التربية بجامعة الموصل، وقد اختار مجلس مركز دراسات الموصل طبعها في كتاب لاهميتها حسب قول مدير المركز.
(واتا)

علي السقاف جده

No comments: