Thursday, June 5, 2014


المقالة السريعة والوجبة السريعة في هذا العصر

 

اذكر ان المقالات كانت تكتب بشكل مطول واحيانا في حلقات واذكر انني قرات قصنين
كاملة لاحسان عبد القدوس لا تطفئ الشمس في حلقات في مجلة روز اليوسف والتي تملكها امة فاطمة اليوسف وكذا قصة ليوسف السباعي جفت الدموعحينما كنت طالبا والتان تم تحويلهما الى افلام سينمائية0
كان ((ألفريد هارمزوورث)) الصحفى البريطانى ـ والذى عُرِفَ فيما بعد وعندما بَلَغَ القِمَّـة باسم اللورد ((نورثكليف)) ـ هو صاحب فِكرة تجربة المقال ـ والخَبَر ـ السَريع، وكانت فِكرَتُه أن أى مقال ـ أو خَبَر ـ لا يجوز أن يزيد على مائتى وخمسين كلمة على أكثر تقدير، وقد جَرَّبَ فِكرَتَه عَمَلِياً فى جريدة الـ((ديلى ميل)) وكان نجاحها هائلاو كان المجتمع الأمريكى قد طَـوَّرَ فِكرة ((الساندويتش)) ـ وقد بدأت فى إنجلترا ـ إلى السُجُقِّ المَسْلوق ((الهوت دوج)) ـ وإلى الدَجاج المَقلى ((الكنتاكى تشيكن)) ـ وإلى اللحم المَفروم ((الهامبورجر)) الذى مَثَّلَته فى النهاية مُنتَجات ((ماك دونالد)) صَغيراً كان أو كبيراً.
أن ذلك الزمان الذى وَضَعَ فيه ((هارمزوورت)) ـ اللورد ((نورثكليف)) ـ قاعِدَتَه الشهيرة عن طولِ المقال ـ والخَبَر ـ فى حدود 250 كلمة ـ قد انتهى ، فذلك الحجم السريع (حجم الساندويتش وأخواته) أخَذَه التلفزيون خصوصاً بعد التجربة الهائلة التى قام بها ((تيد تيرنر)) عندما أنشأ وكالة الـ((C.N.N.)) سنة 1980 . : أن الوَمضة السريعة الآن للصورة وليس للكلمة وبالتالى فإن شاشة التلفزيون هى وَمضـة الخَـبَر تَعرِض مَشاهِد ما حَدَث . أن الخَبَرَ السريع والمقال السريع لم يستطيعا البقاء فى الصحافة العربية حتى الآن إلا لأن التلفزيون لم يَقُم بدَوْرِه فى ((الومضة السريعة بالخَبَر والفِكرة))، والسَبَب ـ فى الغالب ـ أن التلفزيون فى العالم العَرَبى ، وبصفة عامة ، ما زال مِلك الحكومات أو تحت سيطَرَتِها، وبالتالى فهو خَـبَر مُتَكَرِّر ومقال مُتَكَرِّر لا يقول شيئاً ولا يَتَحَرَّك من مكانه ـ وهو مُمِلٌّ لأنه لا يزيـد فى سطوره واقِعةً أو لَمحَة ، وإنما يَمضُغ الحوادث والمعانى دون بَلْـعٍ ودون هَضْـم ، على طريقة مَضغ اللِبان!
لكن المقال المستطرد شيء آخر ـ عائِدٌ فيما أظن إلى مكانه الطبيعى فى ((صحافة القيمة)) العربية كما عـاد فى ((صحافة القيمة)) فى أمريكا وأوروبا .

 

No comments: