Thursday, June 5, 2014


قصص من التاريخ عن الغرام والرئاسة (السلطة(

لعلة من الطريف ان التاريخ يروي دوما قصصا عن الغرام والمشاهير يا ترى هل ممكن
يكون ذ لك في العصر الراهن وخاصة في وطننا العربي ويمنا الحبيب 0 هل للغرام علاقة
بالفساد ياترى ؟؟؟؟؟
إن الجنس والقوة (السلطة أو النفوذ) كانا رفيقين حميمين على طول التاريخ الإنسانى، وتلك ظاهرة يمكن تفسيرها طبيعيا وربما لا يكون هناك تجاوز فى القول بأن التاريخ الإنسانى على طوله صراع بدرجة رئيسية على ثلاثة أسباب: القوة ـ والثروة ـ والجمال ـ ونلاحظ أن هذه الأسباب الثلاثة التى تشير إليها علوم الصراع فى العصر الحديث ليست بعيدة كل البعد عن مطلب الكمال فى دعوة فلاسفة الإغريق ـ و((أفلاطون)) فى المقدمة منهم إن الصراع بين روما والإسكندرية قديما لم يكن معزولا عن قصص الغرام بين ((يوليوس قيصر)) وبين ((كليوباتره))، ولا عن قصص الغرام التى أعقبتها بين ((مارك أنتونى)) ـ المشارك فى قتل ((يوليوس قيصر)) ـ و((كليوباتره)) بذاتها ولم يكن الصراع فى قلب أوروبا مع بداية العصر الحديث بعيدا عن نزوات((نابليون)) و((جوزيفين)) الأرملة اللعوب قبله وبعده، ولا عن زواج ((نابليون)) بـ ((مارى لويز)) أميرة عائلة الـ ((هابسبورج)) الأرستقراطية، ولا عن ثورة بولندا التى قدم زعماؤها لـ ((نابليون)) جميلة جميلاتهم ((ماريا فالفسكا)) حتى يرضى الوحش عن بولندا ويحمى استقلالها.
ومن المفارقات أن ((نابليون)) فى نهاية حياته أقام علاقة مع ممثلة باريسية صارخة الجمال اشتهرت على المسرح باسم ((مدموازيل جورج)). وبعد هزيمة نابليون فإن ((مدموازيل جورج)) استطاعت أن تثير مشاعر القائد الإنجليزى المنتصر عليه فى معركة ((واترلو)) الدوق ((ولنجتون)) . وكان حكمها على الرجلين من تجربتها قولها: ((لقد ظهر لى أن الأكفأ فى الحب هو نفسه الأكفأ فى الحرب))!
وكان عصر الملكة ((فيكتوريا)) ـ الذى استغرق معظم القرن التاسع عشر ـ هو ذروة العظمة فى تاريخ الإمبراطورية البريطانية وقمة صعودها وغناها، وكان اسم ((فيكتوريا)) ملكة بريطانيا وإمبراطورة الهند اختزالا لأبهة عصر بأكمله أطلق عليه وصف العصر الفيكتورى ليكون عنوانا على جلال المُلك، كما هو عنوان على سلوك مجتمع تصور نفسه نموذجا يُحتذى للبشرية فى التمسك بالفضيلة والتقاليد، وبشروط التحضر إلى درجة التزمت.
ثم اتضح أن ((فيكتوريا)) بعد وفاة زوجها الأمير((ألبرت)) أقامت علاقة مستمرة ومستقرة مع خادم الإسطبل الملكى ((جون براون))، وأنها أنجبت منه طفلة تقرر التستر عليها وإخفاؤها لدى أسرة فى ألمانيا!
ويجرى الآن فى لندن ـ استلهاما من القصة ـ إنتاج فيلم سينمائى بعنوان((مسز براون))! (زوجة خادم الإسطبل). وفى أثناء البحث عن المادة التاريخية للفيلم جرى العثور على ربطة خطابات وجهتها ((فيكتوريا)) إلى خادم الإسطبل، والمزعج أن ((براون)) كان شبه أمِّى لا يحسن الكتابة أو القراءة!
وفى الأزمنة القريبة فإن ((فرانكلين روزفلت)) وهو قائد التحالف الغربى الكبير فيها وقع وسط طوفان الحرب ـ أسير غرام مع السكرتيرة الاجتماعية لزوجته ((إليانورا))، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة ممسكا بيد عشيقته فى بيته الريفى فى ((بارك لين)) . وكان الزعيم الألمانى ((أدولف هتلر)) على الناحية ا لأخرى من الصراع العالمى الكبير ملهوفا على ((إيفا براون)) التى عاشت معه طول الحرب فى ((عش النسر)) وهو بيته على قمم جبال ((برختسجادن)) فى بافاريا.وكان زعيم إيطاليا ((بنيتو موسولينى)) غارقا لشوشته فى غرام ((كلارا بتاتشى))، وقد لقى مصرعه معها فى ميلانو حين قبض عليهما ثوار شيوعيون وقتلوهما سحلا ثم علقوا الجثتين من خطاف جزار فى محطة بنزين. وكان ((دوايت أيزنهاور)) ـ وهو قائد جيوش الغرب فى الميدان ـ على علاقة بمتطوعة إنجليزية تقود سيارته. وبعد الحرب العالمية الثانية فإن تورط ((أنتونى إيدن)) فى معركة السويس لم يكن بعيدا عن رغبته فى إثبات قدرته أمام ((كلاريسا)) التى تزوجها فى نهاية عمره بفارق فى السن يصل إلى ثلاثين سنة!
وكان السقوط النهائى لحزب المحافظين البريطانى فى منتصف الستينيات بسبب فضائح عن علاقة قامت بين ((دوروثى)) زوجة رئيس الوزراء ((هارولد ماكميلان)) واللورد ((بوثبى)) وهو نجم اجتماعى عاطل اضطر ((ماكميلان)) إلى تعيينه وزيرا فى حكومته تحت ضغط زوجته الليدى ((دوروثى))، وعلى مرأى من العيون الناقدة والساخرة لمجلس وزرائه!
وكانت خاتمة فضائح العهد انكشاف علاقة ((كريستين كيلر)) وهى بائعة هوى بوزير الحربية البريطانى
((جون بروفيومو))، والمأزق أنها كانت على علاقة فى نفس الوقت مع الملحق العسكرى السوفيتى فى لندن الكولونيل ((يفجينى إيفانوف)).
ولم تقم لحزب المحافظين قائمة بعد ذلك إلا عندما ظهرت ((مارجريت ثاتشر)) التى شهد كثيرون من أصدقائها أنها كانت تستعمل دلالها الأنثوى ـ دون تفريط ـ فى التأثير على محيطها السياسى. وكان الرئيس ((فرانسوا ميتران)) يشعر بنوع من الجاذبية المكبوتة تجاه رئيسة الوزراء البريطانية ((مارجريت ثاتشر))، وقدقال مرة ((إن هذه المرأة فيها شيء مُغْرٍ يصعب تجاهله حتى وهى تصرخ بأعلى صوتها فى أى مناقشة سياسية..)) . ويستطرد ((ميتران)) : ((شفتا مارجريت مثل شفتا مارلين مونرو معبأتان بالإثارة، لكن عينيها مثل عينى الإمبراطور الرومانى كاليجولا يطق منهما الشرر)) !
لكن ذلك كله، حتى القريب زمنيا منه ـ جرى فى عصور مختلفة. عصور كان يمكن فيها الاحتفاظ بسر والتستر على فضيحة! إن ((بيل كلينتون)) و((مونيكا لوينسكى)) ليسا رأس صفحة التاريخ فى العلاقة بين رجل لديه القوة وامرأة لديها الجاذبية وكان وصول ((كنيدى)) إلى البيت الأبيض أخيرا ثورة جمال(حسّى) (وقد اعتُبِرَت زوجته ((جاكلين)) تجسيدا لمقاييس الجمال فى الستينيات مركزة فى امرأة واحدة!)
وعلى أى حال فإن قصة ((جون كنيدى)) وعائلته كانت إعادة فى العصر الحديث لقصص عائلة ((بورجيا)) فى أواخر القرون الوسطى فى إيطاليا وهى أسرة مجنونة بجمع الذهب وتكديس الثروة طلبا للمُلك ـ وكان بين أفرادها بابا فى الفاتيكان ارتكب الخطيئة مع ابنته ((لوكريتشيا)) (!)، وهذه الأميرة دست السم لعشاقها من القُواد والكرادلة ـ وكان لذات البابا ابن غير شرعي(((سيزار))) تآمر على أبيه وخلفه على عرش((سان بيتر)) ! إن نفس المشاهد تقريبا تكررت مع عائلة ((كنيدى))، فالعائلة جمعت ثروة طائلة من المضاربة والتهريب والتعامل خفية مع عصابات المافيا، ثم كانت الثروة التى تركزت فى يد الأب ((جوزيف كنيدى)) سبيله إلى شراء التأثير السياسي(وغير السياسى أيضا)، وكانت أمواله هى التى حملت ابنه إلى البيت الأبيض. وقد دخل ((جون)) إلى البيت الأبيض وفى يده زوجته الجميلة ((جاكلين))، لكن غرائزه كانت مسكونة بامرأة أخرى هى نجمة الإغراء الأشهر فى القرن كله((مارلين مونرو))، وبنزوة نجمة راحت ((مارلين مونرو)) تلح على ((كنيدى)) أن يعترف بعلاقته بها وتهدده بإذاعة سره، ولم يتورع ((كنيدى)) عن إصدار الأمر بقتلها، والغريب أن الذى تولى تدبير القتل ـ مستعينا بعناصر من المافيا ـ شقيقه ((روبرت)) وهو وقتها المدعى العام ـ أى وزير العدل ـ لكن ((روبرت)) قبل أن ينفذ ((أمر القتل)) لم يتورع عن غواية المرأة التى كُلِّف بتصفيتها وأقام علاقة معها، وبعدها وليس قبلها حضر بنفسه عملية حقنها بإبرة تحمل سما لضمان صمتها وبحيث يكون الصمت أبديا! والغريب أن سجلات البيت الأبيض الرسمية تشير إلى الحفلات الحمراء الصاخبة التى كان الرئيس ((كنيدى)) يدعو إليها حول حمام السباحة فى البيت الأبيض وتتوافق مواعيدها ـ دون مصادفة ـ مع أوقات لا تكون فيها زوجته ((جاكلين)) موجودة فى واشنطن. [ ومن الطريف أن حاملة الطائرات الأمريكية ((إنتربرايز)) الراسية فى الخليج والتى شاركت فى الضربة الأخيرة للعراق ـ وضعت ضمن برنامجها للترفيه عن جنودها قائمة بالأفلام التى يمكن طلبها لصالة العرض على الحاملة. وفى يوم بداية الضربة كان الفيلم الذى حقق أكبر إقبال عليه هو فيلم "Wag the Dogس وهو فيلم يحكى قصة رئيس أمريكى تعثر فى فضيحة جنسية فجرتها وسائل الإعلام، وقرر الرئيس فى الفيلم أن يُحَوِّل الأنظار عن القضية فقام بإعلان الحرب على ((ألبانيا)) بادعاء أنها تهدد الأمن القومى!].
و منهج ((كلينتون)) السياسى أن يهرب من أجواء الحصار الخانق حوله فى واشنطن إلى الشرق الأوسط وهو بأحواله الراهنة و هو على طول الخط مؤيد مخلص لإسرائيل لأنها وحدها فى الشرق الأوسط تملك أن تساعده داخليا وهو يصِر على التعمية قائلا إنه يتصرف لصالح العرب والمسلمين وهو يوجه خطابه إلى المسلمين محييا ومهنئا بشهر رمضان، وفى نهاية خطابه يذهب فى المجاملة إلى حد استعمال اللغة العربية قائلا لسامعيه بلسانهم ((رمضان كريم)) (وهى تَذْكِرة تستدعى غزوة ((نابليون)) لمصر قبل مائتى سنة عندما دخلها مشهرا للمصريين إسلامه واهتداءه إلى دينهم الحنيف!).
كأن مائتى سنة من التاريخ الحديث ما بين 1798 (نابليون) وسنة 1998 (كلينتون) ذهبت دون أن تترك أثرا. والمدهش أن عرب تلك الأيام قبل مائتى سنة لم يقبلوا بادعاء ((نابليون)) ولم يلبثوا أن ثاروا عليه ـ لكن العرب هذه الأيام قبلوا من ((كلينتون)) وسكتوا عليه!
واخيرا هذا موجزا للقصص الغرام واثرها على السلطة ودورها في الفساد ولم اتطرق لكثير من القصص
مثل قصة بلقيس ملكة اليمن واروى بنت احمد والزباء وغيرها الكثير اشتهرن في التاريخ وبعضهن غيرن
نحو الصلاح وليس الفساد وانا اذكر تلك القصص التي نشرت الفساد والحروب مثل قصة غزو طروادة كما
اوردها هيمروس في الالياذة

علي السقاف جده
 

No comments: