Sunday, September 23, 2007

كتاب الشهر : " طه حسين: حياته وفكره في ميزان الإسلام "

كتاب الشهر : " طه حسين: حياته وفكره في ميزان الإسلام "
للكاتب الإسلامي المعروف المرحوم أنور الجندي




ينطوي هذا الكتاب من أول صفحة فيه إلي آخر صفحة علي طعن ولعن وتوجيه للاتهامات القاسية إلي طه حسين في وطنيته ودينه وعروبته‏,‏ ومن بين أسوأ الاتهامات التي وردت في كتاب أنور الجندي اتهام لطه حسين بأنه متعاطف مع الصهيونية ومناصر لها‏.‏ وقد اعتمد الكاتب في توجيه هذا الاتهام الباطل علي محاضرة ألقاها د\ طه حسين بتاريخ‏24‏ ديسمبر سنة‏1944‏ في المدرسة الإسرائيلية بالإسكندرية‏,‏ وينقل أنور الجندي بعض ما ورد في هذه المحاضرة ويقدمه كدليل علي صحة وصفه لطه حسين بالصهيونية، خاصة أن هذه المحاضرة قد لقيت الترحيب من المستمعين إليها في المدرسة الإسرائيلية وقوبلت بعاصفة من التصفيق وقرر المجلس الملي الإسرائيلي في الإسكندرية بعد المحاضرة إنشاء جائزتين باسم طه حسين يتم منحهما لألمع طالبين في المدرسة‏.‏ وتعليقا علي بعض نصوص محاضرة طه حسين يقول أنور الجندي‏:‏ لا ريب أن هذا الذي اختصرناه عن المحاضرة إنما يكشف عن هوي طه حسين وزيفه فيما حاوله من أن يضفي علي اليهود فضلا ليس لهم‏,‏ فما كان لليهود علي العرب أو غيرهم علي مر التاريخ البشري أي فضل‏.‏

احدث هذا الكتاب ضجه كبيره في الاوساط الادبيه وانبرى الكثير يدافعون عن د\طه حسين ويهاجمو ن
المؤلف انور الجندي ومن ابرز الدفاعات اورد التالي :

مقتطفات لرد الاستاذ الكبير الاستاذ دكتور حسين علي محمد

1-طه حسين وأنور الجندي في وثيقة مجهولة بقلم: أ.د. حسين علي محمد

قرأت ما كتبه الأستاذ أنور الجندي في كتبه ومقالاته المختلفة في مجلة "منار الإسلام" الظبيانية وغيرها عن كتب طه حسين: "الفتنة الكبرى"، و"الشيخان"، و"علي وبنوه"، و"على هامش السيرة"، فوجدتُ فيها تكراراً كثيراً لاتهاماته لطه حسين، ممّا يتضاءل بجانبها ما كتبه في عدد إبريل 1991م من "الهلال". وكتابات الأستاذ أنور الجندي التي ينشرها الآن على الناس تتناقض مع مقالة "الهلال" التي أشار إليها الأستاذ جلال السيد، وتتناقض مع مقالته "أدباء معاصرون: طه حسين" التي كتبها قبل مقالة "الهلال" بثلاثة عشر عاماً، ونشرها في مجلة "الأديب" اللبنانية المحتجبة (1942-1983م) في عدد يوليو 1953م، الجزء السابع، السنة الثانية عشرة، ص51،52 (يرى القارئ صورةً لها مع المقال). يقول في الفقرتين الأولى والثانية من هذه الوثيقة: "لا تستطيع أن تفهم طه حسين أو تصل إليه بمؤلَّف واحد من مؤلفاته، فهو رجل أحب الحرية وكلف بها منذ صباه، وقد جرَّ عليه حبُّه لها متاعب كثيرة، كانت هذه المتاعب في حلقاتها المتصلة، عاملاً من العوامل التي دفعته إلى أن يُنشئ ألواناً مختلفة من الأدب، وفنوناً من الحديث. فلقد اصطدم طه حسين بالناس، واصطدم بالحكومات، واصطدم بالملك المطرود، واصطدم بالأزهر والأزهريين في مطلع حياته، وكان طوال هذه الأربعين عاماً من عمر أدبه، ينتقل من مرحلة إلى

مرحلة، لا يتوقف ولا يجمد، ولا يبهره المجد الأدبي، أو تُسلمه الشهرة إلى النوم العميق". ويتضح من هذا النص إعجاب أنور الجندي بطه حسين، فإذا ما تساءلنا عن سر هذا الإعجاب أرجعناه إلى: -كثرة مؤلفات طه حسين وعمقها. -إعجابه بالحرية، والتضحيات التي لاقاها في هذا السبيل. -أنه أنشأ ألواناً أدبية مختلفة. -شجاعته، واصطدامه بالناس والحكومات والملك بسبب ذلك. -التطور وعدم التوقف أو الجمود. وفي الفقرة التالية يتناول إخلاص طه حسين لأدبه، فيقول: «فهو دائب الإنتاج والإبداع والإنشاء، يُظهر القراء من نفسه وأدبه كل يوم على فن جديد، وهو إلى ذلك دائب القراءة والمطالعة والبحث، حتى ليكاد يصرف يومه كله أو أيامه كلها في بعض الأحيان، لا يلقى أحداً». وفي هذه الفقرة تُطالع مُبالغات أنور الجندي ـ التي قادته فيما بعد إلى الموقف الضد ـ فلا نعرف كيف كان «يُظهر القراء من نفسه وأدبه كل يوم على فن جديد». ولكنه الحب الذي يجعله يستخدم التوكيد «يصرف يومه كله أو أيامه كلها … لا يلقى أحداً». ويذكر بعض ذلك أنه حاول أن يُقابل طه حسين ذات يوم، فقيل له إنه لا يستطيع أن يلقاك طيلة أسبوع كامل لأنه يُعد مُحاضرة، فلما حان موعد المحاضرة ذهب الأستاذ أنور الجندي لسماعها مشوقاً ليفهم إلى أي مدى كانت هذه المحاضرة مستحقة أن تأخذ منه كل هذا الوقت، فوجده صادقاً. ثم يتحدث بعد ذلك عن طه حسين الثائر، ويميزه عن غيره من الثوار «فقد جرت العادة أن يتغيّر الناس كلما ارتفع بهم السن فينتقلون من الشمال إلى اليمين ويتطورون من الثورة إلى الاعتدال أما هو فكان على العكس من ذلك» (أي انتقل من اليمين المُحافظ إلى اليسار الثائر). ويتحدث بعد ذلك عن تجديده ـ الذي هاجمه بعد ذلك بشراسة في كتابيه «طه حسين: حياته وفكره في ضوء الإسلام» و«محاكمة فكر طه حسين» وفي مقالاته في «منار الإسلام» فيقول في مقالة مجلة «الأديب» ـ يوليو 1953م: «وأنشأ طه حسين فنوناً من الأدب. أنشأ الأدب الإسلامي على صورة القصة الأوربية «الميثولوجيا» فكان لوناً جديداً غير مسبوق». وفي نهاية المقال يُصرِّح الأستاذ أنور الجندي بأن طه حسين «هو الكاتب الأول في مصر، الذي يستطيع أن يكتب عن نفسه في صدق وشجاعة كما فعل في «الأيام» و«أوديب». فهذا «الكاتب الأول» صار عنده «الرجيم الأول» بعد رحيله! ما الذي جعل الأستاذ أنور الجندي يتحول عن طه حسين ـ الذي جعله الحلقة الأولى في سلسلة كان يزمع كتابتها تحت عنوان «أدباء مُعاصرون» .. أقول ما الذي جعله يتحول مائة وثمانين درجة عن موقفه؟! هذا هو السؤال الجدير بالبحث عن إجابة !!!!

2- وقد تفضَّل الأستاذ جلال السيد بالرد على الأستاذ أنور الجندي في مقالة بعنوان "طه حسين وهؤلاء" في جريدة "الجمهورية"
أشار الأستاذ جلال السيد إلى مقالة للأستاذ أنور الجندي نشرها في مجلة "الهلال"، فبراير 1966م، "عدد خاص عن طه حسين"، بعنوان "صفحات مجهولة من حياة طه حسين 1908-1916م"، وفي هذا المقال كان الأستاذ أنور الجندي ـ كما يقول الأستاذ جلال السيد ـ "يبحث عن أعظم حدث في حياته، ويبحث عن أساتذته وعلاقاته. يومها، حتى عام 1966م لم يكن طه حسين على علاقة بالصهيونية، ولكن ما إن رحل الكاتب والأديب والمفكر ورائد حركة التنوير في مصر ـ في أكتوبر 1973م ـ حتى اكتشف الأستاذ الموثق علاقة طه حسين بالصهيونية، ولم يقف عند العلاقة بالصهيونية، بل أضاف اتهامات أخرى
3- بالله عليكم‏...‏ أين الخطأ؟
بقلم : رجاء النقاش
المصدر: الأهرام 24/4/2005م
في محاضرة طه حسين؟ من الناحية الشكلية ليس هناك لوم علي طه حسين‏,‏ فالمحاضرة تم إلقاؤها في المدرسة الإسرائيلية بالإسكندرية‏,‏ وكانت هذه المدرسة في ذلك الوقت ‏1944‏ مدرسة مصرية معترفا بها تؤدي عملها بصورة علنية لا خفاء فيها‏,‏ ولم يسجل عليها أحد أي مخالفة لقانون البلاد‏,‏ ولابد من القول أيضا إن اليهود في مصر في تلك الفترة كان لهم وجود شرعي لا اعتراض عليه من أحد‏,‏ وكانت النظرة العامة إلي هؤلاء اليهود أنهم مواطنون مصريون يشتركون مع بقية سكان مصر في الحقوق والواجبات‏,‏ ولا فرق بينهم وبين أي مواطنين عاديين غيرهم من أبناء البلاد‏,‏ فما هو الخطأ‏,‏ وما هو وجه الاعتراض علي أن يقوم طه حسين بإلقاء محاضرة في مدرسة مصرية‏,‏ وبين مواطنين مصريين لم يكن عليها أو عليهم اعتراض وطني أو قانوني من أي نوع؟ وقد كان موضوع المحاضرة هو اليهود والأدب العربي وفيها يتحدث طه حسين عن العلاقات بين العرب واليهود منذ الجاهلية ويتحدث عن تأثير اليهود في تحضير سكان الجزيرة العربية‏,‏ ثم يتكلم عن انتشار اليهود في شمال أفريقيا وأسبانيا‏,‏ حيث كانت لهم خدمات في سبيل الثقافة العربية‏,‏ وقد نافسوا العرب علي أكثر مناصب الدولة‏.‏ هذا الكلام الذي يقوله طه حسين هو كلام علمي سليم لا تنكره المصادر الموثوق بها ولا يرفضه الباحثون والعلماء‏,‏ وليس فيه ما يجرح الإحساس الوطني والقومي لأي عربي‏,‏ فلماذا يعترض عليه أنور الجندي أو غيره وأين وجه الجريمة في هذا الكلام؟ وكلام طه حسين في جوهره إنما يكشف عن وجه من وجوه الجريمة الصهيونية‏,‏ فهو يسجل موقف العرب الكريم من اليهود‏,‏ ويسجل من ناحية أخري أن اليهود كانوا مطمئنين وناجحين وسعداء في ظل الحضارة العربية
يقول طه حسين في محاضرته بعد ذلك‏:‏ إن المسيحيين واليهود كانوا عونا للعرب في نقلهم العلوم والفنون والآداب عن اليونان والهنود والفرس‏.‏ وهنا نتساءل أيضا‏:‏ في أي شيء أخطأ طه حسين عندما قال هذه العبارة؟‏...‏ الحقيقة أنه لم يخطئ في شيء‏,‏ فالحضارة العربية قد استعانت بالمسيحيين واليهود واستفادت منهم ثقافيا وحضاريا‏,‏ خاصة في المراحل المزدهرة من تاريخ الحضارة العربية في الأندلس وفي العصر العباسي الأول‏,‏ وفي العصر الأيوبي‏,‏ ويكفي أن نشير هنا إلي أن العالم الكبير موسي بن ميمون اليهودي ‏1135‏ ـ‏1204‏ كان طبيبا لصلاح الدين الأيوبي‏,‏ فما الذي ينكره أنور الجندي وغيره علي طه حسين فيما قاله عن استعانة العرب بالمسيحيين واليهود واستفادتهم من ذلك؟

علي السقاف جده

No comments: